يضطربون من الحوار الجنوبي
حدث اليوم مقال ◾ صالح علي الدويل باراس
اضطربوا من الحوار الوطني الجنوبي مع انه لايستثني احد ، فمنهم من وصفه انه باب اقامة الحجة وبعضهم حوّل الحوار الى نكتة استفرغ اقصى ما يستطيعه ضد الحوار !! واخرين قالوا : انه حوار مع بعضكم !! ، واخرين حولوه الى حوار بين مغلوب وغالب وان الطرف الجنوب المحاور للانتقالي مجرد مجموعة طرشان مغلوب على امرهم وكثير من تعليقات سوداء لهم في التواصل
ان ارضية الحوار وسقفه لم يحددها الانتقالي بل خيار جنوبي حددته الثورة السلمية الجنوبية وعمّدته المقاومة الجنوبية بدماء ابطالها ومازالت تدفع فاتورة الدم في كل الجبهات
الانتقالي ليس "جروب واتس اب" حتى يفاوض "المهرفتين" انما كيان وطني جنوبي انبثق من معمعة المعاناة والدم ، له ثقله الجماهيري والسياسي والوطني والعسكري والاقليمي بل والدولي وسيحاور منظمات وكيانات وهيئات سياسية ومدنية ونخب تقليدية جنوبية استشعارا منه لاهمية الحوار لحاضر الجنوب ومستقبله على قاعدة استعادة الثقة واللحمة الجنوبية وبناء الشراكة للعمل من اجل الحق الوطني الجنوبي ، فلا يوجد طرف ضعيف في الحوار من اجل الجنوب بل الكل اقوياء بقضيتهم وعدالتها
لو انهم يتكلمون عن مشروع حقيقي لهم فان لجنة الحوار ملزمة بالاستماع اليه والجلوس معه لكنها حملة "زعبقة" لاعادة مكيجة اليمن الاتحادي وبعضهم فارغ تارة يلبس تهيؤاته ثوب شبوة وتارة قبائل المشرق وآخر قبائل المغرب ونقلل من القبائل لكنها تنظيمات مجتمعية وليست سياسية ففي داخلها كل المشاريع ومازلت معظمها تجتر الثار وتقتل "الطارف غريم" ومع ذلك فان لمرجعياتها مكانها في الحوار
الانتقالي ينطلق من عقيدته الوطنية بالحوار فاذا كان الاخرون قمعوا وسجنوا واقصوا وابعدوا وطاردوا بل ما قبلوا حتى شهداء شبوة لاجل فرض اليمننة وهو مالم يقم به الانتقالي ضد اشد الناقدين والمختلفين معه
الحوار ليس اقامة حجة ولم يكن الخلاف او الاختلاف الجنوبي علي مقومات الحياة وخدماتها كما يحاول بعضهم ان يختزل قضية الجنوب الوطنية وانها في الخدمات فهذا تحقير لها ولدماء شهدائها فالخدمات حقوق ولم تكن الخدمات عناوين الحوارات السياسية اللهم في زعبقات الرافضين للحوار الجنوبي
الخلاصة انهم لايريدون حوارا بين الجنوبيين بل يزعجهم فما زالوا يمنّون انفسهم بذهاب الجنوب الى صنعاء ، لكن هذه المرة لم يتبقَ لديهم الا اماني التواصل الاجتماعي