مليشيات الحوثي تحرف القرآن الكريم لتبرير السلطة .. تقرير

حدث اليوم - خاص
في سياق الصراع المستمر على الشرعية الدينية والسياسية في شمال اليمن، تتزايد الاتهامات الموجهة إلى مليشيا الحوثي بـ”تحريف” المفاهيم القرآنية وتسخيرها لخدمة أجندة زعيم الجماعة، حسين بدر الدين الحوثي. ما بين ادعاءات “المسيرة القرآنية” واتهامات بالتزوير الديني، تطفو على السطح معركة جديدة تُدار بنصوص مقدسة وأساليب تكفيرية، وفقًا لانتقادات محلية ودولية.
من “المسيرة القرآنية” إلى ادعاءات القداسة
تُروج المليشيا الحوثية لشعار “المسيرة القرآنية” كغطاء لأفعالها العسكرية والسياسية، لكنها تضفي”قداسة مزيفة” على قادتها، عبر ربط حسين بدر الدين بالقرآن ذاته. في خطابات الجماعة، يُوصف الزعيم الحوثي بأنه “قرين القرآن”، بل ذهبت بعض التصريحات إلى وصفه بأنه “من جاء بالقرآن”، في إشارة إلى النبي محمد، مما أثار موجة غضب واسعة بين علماء الدين والمجتمعات السنية.
تحريف التفسير أم تأويل سياسي؟
وفقًا لنقّاد المليشيا، فإن الحوثيين يعيدون تفسير الآيات القرآنية لتمجيد سلالة “مران” (العائلة الحاكمة للمليشيا)، ويروجون لفتاوى تُنسب قدرات إلهية لقادتهم، مثل ادعاء “إحياء الموتى” أو “الوساطة بين الخلق والله”. هذه الادعاءات، التي تُعتبر خروجًا عن العقيدة الإسلامية السنية، تُستخدم – بحسب الاتهامات – لترسيخ شرعية الزعيم الحوثي كـ”حاكم مُقدس” مرتبط بأهل البيت، رغم انتمائه للمذهب الزيدي الذي يختلف في تفسير هذه المفاهيم.
“القرآن المُحرّف” خدمةً لأجندة الملالي
تُوجه أصابع الاتهام إلى الحوثيين بالعمل على “تشييع اليمن” تحت غطاء الخطاب القرآني، وذلك عبر تبني تفسيرات تقترب من الرؤية الإيرانية للولاية الدينية، والتي تُخضع – وفقًا للمعارضين – النصوص الدينية لسلطة “المرجعية الشيعية”. يُشار هنا إلى تصريحات حوثية سابقة نسبت القرآن إلى “أهل البيت” حصريًا، بينما وُصفت المذاهب الأخرى بـ”الضالة”، مما يعكس – بحسب محللين – محاولة لربط اليمن بمركزية طهران الدينية.
تناقضات الخطاب
رغم شعارات “القرآنية”، تتهم منظمات حقوقية الحوثيين باستخدام خطاب تكفيري ضد خصومهم، وإعدام المدنيين بتهمة “الردة”، وإغلاق المساجد السنية، وإجبار الوعّاظ على تبني تفسيراتهم. وفي مفارقة صارخة، يُمنع اليمنيون من مناقشة التفاسير الدينية المخالفة، بينما يُعتقل من يشكك في الروايات الحوثية حول “معجزات” قادتهم.
في الوقت الذي يُستخدم فيه القرآن كـ”بندقية ثقافية” لترهيب الخصوم، تتعمق أزمة الشرعية في اليمن. السؤال الأكثر إلحاحًا: هل “المسيرة القرآنية” مجرد أسطورة سلطة، أم أنها بوابة لتمزيق النسيج الديني لليمنيين؟