امجد صبيح..يكتب..القيادة ليست مقامرة بالناس… بل مسؤولية تحميهم وتصنع مستقبلهم

حدث اليوم/كتب/امجد يسلم صبيح
في وقتٍ يسعى فيه أبناء حضرموت بكل حكمة وعقلانية لاستعادة سيادتهم على أرضهم، وتحرير كامل ترابهم من قوى النفوذ العسكري لقوات الاحتلال اليمني ، وبناء مؤسساتهم الأمنية عبر نشر قوات النخبة الحضرمية في وادي وصحراء حضرموت، وتثبيت وجودهم السياسي داخل المشروع الجنوبي الجامع… يخرج عمرو بن حبريش بتصريح متهور يقول فيه إنه مستعد للتضحية بثلث الشعب الحضرمي من أجل “العزة والكرامة”!
أي كرامة تُبنى على أنقاض الأرواح؟ وأي مجد يأتي فوق دماء الأبرياء؟
تصريحات كهذه لا تخدم حضرموت، بل تُقدَّم كذريعة لخصومها ليصوروها ككيان متطرف، لا يعترف بمنطق الدولة ولا يحترم قواعد العمل السياسي.
وبينما يتقدّم المجلس الانتقالي الجنوبي بخطى مدروسة، عبر مليونيات حضرموت والتحركات المدنية والسياسية الرصينة، يظهر مثل هذا الخطاب ليجر حضرموت إلى زوايا الشك والتشويه، بدل أن يعزز صورتها كقوة مدنية تطالب بحقها العادل.
حضرموت لا تحتاج إلى من يتحدث باسمها بـ”لغة الموت”، بل إلى قيادة تعرف كيف تدير صراعها السياسي والميداني بعقل الدولة، لا بعاطفة القبيلة.
التضحية لا تكون بالناس… بل من أجل الناس.
وكرامة حضرموت في أمنها، وفي مواطنيها، وفي أن تكون جزءًا محترمًا من مستقبل الجنوب، لا في خطابات الاستعراض التي تدفع بأبناء الشعب إلى محرقة عبثية.
انتهى