لحج..حبيل مسويداء تُناشد السلطات وأهل الخبر مساعدتها للحصول على الماء

لحج..حبيل مسويداء تُناشد السلطات وأهل الخبر مساعدتها للحصول على الماء

حدث اليوم/خاص 

في أرض حبيل مسويداء في المسيمير محافظة لحج، هناك حيث الأرض عطشى والقلوب متعبة، حيث يختلط الغبار بنداء الناس وأنينهم وآهاتهم، وحيث أصبح الماء أمنيةً لا تُشترى بثمن، هناك منطقة منطقة حبيل مسويداء بأهاليها البسطاء الطيبين الذين يواجهون اليوم واحدة من أقسى موجات شحة المياه والجفاف.

جفافٌ قاسٍ ضرب الأرض والآبار والوديان، حتى باتت النسوة يقطعن مسافات طويلة في رحلة بحثٍ مؤلمة عن جرعة ماء، يحملن الأواني والقنينات وصهاريج جمع الماء فوق الرؤوس ويمشين في صمتٍ يشبه الصبر على الوجع، أطفالٌ ينظرون إلى السماء وكأنهم يسألون الغيم موعد الرحمة، وكبارٌ يذكرون أيامًا كانت فيها المياه متواجده، فإذا بها اليوم حلمٌ بعيد المنال.

في خضمّ هذه المعاناة والصراع المرير، أطلق الأهالي مبادرة مجتمعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فكانت فكرة إعادة حفر وتغزير أحد الآبار وإعادة إصلاحه وتأهليه حلما يراود الجميع، فمشروع بدأته سواعد الأهالي وإصرارهم رغم قسوة الظروف وضيق اليد، جمعوا ما استطاعوا من المال بجهود ذاتية بسيطة، إيمانًا منهم أن الحياة لا تُمنح بل تُنتزع بالإرادة والعزيمة.

غير أن حجم المعاناة يفوق القدرة، فالمشروع بحاجة اليوم إلى دعمٍ كبير وتكاتفٍ حقيقي من كل الجهات المعنية، من السلطات المحلية وجال الخير، ومن كل من في قلبه ذرة إنسانية، إنه ليس مجرد بئرٍ يُحفر أو يعاد إصلاحه وتأهيله، بل شريان حياةٍ سيعيد البسمة لأُسرٍ مكلومه أثقلها كاهل الفقر والمرض والمعاناة وجار عليها الزمن حتى فقدت الأمل في كل الجهات المسؤولة، فهذا المشروع في حال تم إنجازه سيزرع الطمأنينة في قلوب أطفالٍ ونساء عطشى، ويعيد للمنطقة نبض حياتها وابتسامتها التي تكاد تتلاشى جراء موجات الجفاف المتلاحقة.

يا أبناء الحواشب، يا رجال المواقف، يا أصحاب الأيادي البيضاء، هذا نداء إنساني قبل أن يكون دعوة للمساعدة، فالماء حياة، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، لنقف اليوم صفًا واحدًا، نمدّ أيدينا لبعض، ونُسمع صوت حبيل مسويداء لكل مسؤولٍ ولكل من يستطيع أن يُحدث فرقًا، فحين تتوحد القلوب، تنكسر قسوة الظروف، وتُكتب المعجزات وتتحطم المستحيلات بجهود الناس الطيبة.

أهالي حبيل مسويداء، لا يطلبون المستحيل، هم فقط يطلبون حقّ الحياة، شربة ماء تحفظ أطفالهم وتروي عطشهم، فلنكن معهم بالكلمة، بالمشاركة، بالدعم، وبنشر صوتهم إلى أبعد مدى، فقد علمتنا الحياة أن الخير لا يضيع، وأن من يسقي العطشى اليوم، سيسقيه الله من رحمته غدًا.

حبيل مسويداء تنتظركم، تنتظر من يمدّ لها يد العون والمساعدة قبل أن تذبل أكثر، فلنكن من يُعيد إليها الحياة، ولنجعل من بئر مشروعها رمزًا للتكاتف والإخاء والإنسانية في زمنٍ جفّ فيه الماء، لكن لم تجفّ القلوب من قيم التآخي والتأزر والرحمة.