مخيم الاعتصام بزنجبار يشهد محاضرة سياسية وسهرة فنية

مخيم الاعتصام بزنجبار يشهد محاضرة سياسية وسهرة فنية

مخيم الاعتصام بزنجبار يشهد محاضرة سياسية عن قضية شعب الجنوب وسهرة فنية

أبين – إعلام القيادة المحلية

الأربعاء 24 ديسمبر 2025م

شهدت ساحة الاعتصام المفتوح بمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، عصر اليوم الأربعاء، محاضرة سياسية بعنوان «قضية شعب الجنوب»، قدمها الأستاذ سلطان الأحمدي، مدير الإدارة السياسية بالهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين.

واستهل الأحمدي محاضرته بتوجيه التحية للمعتصمين والحاضرين في المخيم، مثمنًا صمودهم وثباتهم، ومشيدًا بإصرارهم على مواصلة الاعتصام حتى تحقيق الهدف المنشود بإعلان الدولة الجنوبية.

كما رحب بزيارة الرئيس الزبيدي الى محافظة ابين ووضع حجر الاساس لمشروع الطاقة الشمسية والمقدمة من دوله الامارات العربية كما نقل تحايا الرئيس القائد لجموع المعتصمين.

واستعرض الأحمدي خلال المحاضرة المراحل النضالية التي مر بها شعب الجنوب منذ ما بعد عام 1990م وحتى يومنا هذا، متطرقًا إلى الأسباب الذاتية والموضوعية التي فجّرت الثورة الجنوبية الثانية، والمتمثلة في انطلاق الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م.

كما تناول المحطات الثورية التي خاضها شعب الجنوب في مواجهة سياسات الشريك الشمالي، وما أعقب حرب صيف 1994م من تحويل مشروع الوحدة إلى ضم وإلحاق ثم احتلال مكتمل الأركان، وما نتج عن ذلك من إقصاء الكوادر الجنوبية العسكرية والمدنية، وتفكيك مؤسسات دولة الجنوب، ونهب الأراضي والثروات العامة.

وتحدث الأحمدي عن انتقال شعب الجنوب إلى النضال السلمي عبر المسيرات والمظاهرات، وتأسيس الحركات الجنوبية السلمية العلنية والسرية، وصولًا إلى إعلان التصالح والتسامح من جمعية ردفان عام 2006م، ثم الانطلاقة الرسمية للحراك الجنوبي السلمي في عام 2007م.

وتطرق إلى المكونات التي أسست الحراك الجنوبي، والطابع الشعبي والجماهيري الذي اتسم به، إضافة إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب في سبيل قضيته العادلة.

وأشار الأحمدي إلى أن الحراك الجنوبي واكبه في مراحل لاحقة مقاومة جنوبية مسلحة، وإن لم تعم جميع مناطق الجنوب في بداياتها، حتى الاجتياح الثاني للجنوب عام 2015م، حين عمّت المقاومة المسلحة الجنوبية مختلف المحافظات، وتمكنت من دحر مليشيات الحوثي من الجنوب.

وأوضح أن تلك المرحلة أسفرت عن توحد القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية في كيان سياسي موحد، هو المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شرعت قيادته السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في بناء قوات مسلحة جنوبية وأجهزة أمنية مؤهلة وعلى مستوى عالٍ من التدريب والكفاءة، بالتوازي مع تحرك سياسي ودبلوماسي فاعل لا يقل أهمية عن المسار العسكري، تُوّج بانتصارات مهمة في المحافظات الشرقية.

وأكد الأحمدي أن هذه التراكمات النضالية دفعت أبناء الجنوب إلى الخروج في ساحات الاعتصام، مطالبين الرئيس الزُبيدي بإعلان الدولة الجنوبية، ومناشدين المجتمعين الإقليمي والدولي الاستماع لإرادة شعب الجنوب وتلبية مطالبه المشروعة.

وعقب المحاضرة، شارك عدد من الشعراء بقصائد وطنية جسّدت نضالات شعب الجنوب وتضحياته.

وفي السياق ذاته، شهد مخيم الاعتصام أمسية فنية تراثية، أُحييت بفن الشرح الأبيني، أحد أبرز الفنون الشعبية التي تشتهر بها محافظة أبين، قدّمها الفنان إياد خليل بمشاركة عدد من الراقصين الشباب، حيث أشعلت حماس المعتصمين.

واتسمت الأمسية، التي امتدت لساعات، بأجواء حماسية وتفاعل كبير، عكست من خلال القصائد واللوحات الفنية الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب، وتمسكهم بحقهم المشروع في استعادة دولتهم الجنوبية.