الطائر المُحلِّق.. حين تغدو المسافات جسراً للعطاء والوفاء للوطن
حدث اليوم - كتب - منى الجندي
في اللحظات الفارقة التي يمر بها الوطن، وحين تشتد الأزمات وتضيق سبل العيش على المواطن البسيط، تبرز معادن الرجال الذين لا تكسرهم التحديات ولا تقيدهم الجغرافيا. ومن بين هؤلاء، يسطع اسم الأستاذ خالد هرم العمري (أبو سلطان)، رئيس اتحاد الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية الخيرية والتنموية، الذي استحق بجدارة لقب "الطائر المُحلِّق"، وهو اللقب الذي منحه إياه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي.
أبعد من مجرد لقب
لم يكن وصف "الطائر المُحلِّق" مجرد عبارة عابرة أو تعبير مجازي للثناء، بل هو توصيف دقيق لرجل اختار أن يخرج عن الأطر التقليدية في العمل الخيري. فحين اضطرته الظروف للسفر خارج حدود الوطن، لم يغادر ليرتاح من عناء المسؤولية، بل حمل الوطن في قلبه، محولاً اغترابه القسري إلى رحلة عمل إنساني متواصلة.
دبلوماسية الخير وتجاوز الحدود
لقد أثبت الأستاذ خالد هرم أن رسالة الخير لا تحدها الحدود الجغرافية. فمن مقر إقامته المؤقت، واصل أداء واجبه الإنساني بسعي حثيث، فاتحاً قنوات التواصل مع رجال الخير والعطاء وأصحاب الأيادي البيضاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. كان هدفه واضحاً: تأمين الدعم اللازم وتعبئة الجهود لتخفيف معاناة الأسر المتعففة والأيتام في الداخل، ممن يرزحون تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية.
الرحيل من أجل العودة بالأمل
إن فلسفة "التحليق" لدى العمري تقوم على أن الابتعاد ليس غياباً، بل هو انطلاق نحو آفاق أرحب لجمع ما يمكنه دعم المشاريع التنموية والخيرية. هو ابتعاد يهدف في جوهره إلى العودة محملاً بالأمل، لتعزيز صمود المجتمع وإعادة البسمة إلى الوجوه التي أنهكها طول الانتظار.
خلاصة المسيرة
تُعلمنا مسيرة "الطائر المُحلِّق" أن الارتفاع الحقيقي والمكانة الرفيعة لا تأتي بالمناصب، بل بالعمل الصادق والإخلاص في النية. لقد برهن الأستاذ خالد هرم العمري على أن القرب من الوطن لا يُقاس بالكيلومترات، بل بحجم الأثر الذي يتركه المرء في حياة الناس.
سيظل هذا اللقب شاهداً على رجل آمن بأن التحليق الحقيقي هو الارتفاع بآمال المحتاجين، وأن الوفاء للوطن هو التزام أخلاقي وإنساني عابر للحدود والقارات.









