الاعتداءات المتواصلة على المواقع الأثرية في أبين ينذر بكارثة تاريخية

الاعتداءات المتواصلة على المواقع الأثرية في أبين ينذر بكارثة تاريخية

حدث اليوم - تقرير خاص

تتعرض المواقع الأثرية في محافظة أبين بشكل عام وفي مديريات الدلتا بوجه الخصوص لاعتداءات متواصلة من قبل أفراد ومنظمات مختلفة، تنوعت تلك الاعتداءات بين بسط على الأراضي وأعمال تنقيب عشوائية في تلك المواقع، ومن المواقع الأثرية التي تعرضت لعمليات بسط هو موقع المشقافة الاثري الواقع في منطقة القريات في الشرق الشمالي لمدينة زنجبار، حيث قامت منظمة دينية بتخطيط أجزاء من الموقع لإقامة مركز ديني، إذ يعتبر هذا المشروع انتهاك وخطر يهدد أحد أهم المعالم الأثرية في المحافظة رغم المساحات الكبيرة الأخرى التي من الممكن إقامة ذلك المشروع عليها. 

كما تعرض موقع القرو الاثري الواقع شمال مدينة زنجبار أيضاً لاعتداءات كثيرة منذ الاستعمار البريطاني للجنوب حتى اليوم، إذ أنه قد فقد خلال أعمال التنقيب الغير قانونية أكثر من 90% من الكنوز معظمها ذهبت لدى المستعمر البريطاني إذا اقام على منطقة القرو الأثرية أحد جنرالات الاحتلال في ذلك الوقت وكان يقود فريق خاص للتنقيب عن الاثار لتنال في تلك الفترة بريطانيا على اكبر نصيب من القطع الأثرية من ذلك الموقع، كما تعرض بعد العام 1999 لأعمال نهب من قبل عناصر الدولة اليمنية ومواطنين، ولاتزال التعديات مستمرة، اذ ويتعرض موقع القرو الاثري اليوم لأعمال بسط وبناء مستعمرات من قبل النازحين من المناطق اليمنية، بشكل مخيف طالت أجزاء كبيرة من الموقع الأثري وسط صمت مخيف من قبل السلطة المحلية والجهات المعنية في المحافظة .

ومن المواقع الأثرية التي اختفت معالمها " الموقع الأثري الذي في منطقة الشيخ سالم" اثر الحرب الاخيرة التي دارت في المنطقة في العام 2019، اذ كانت الحرب اخر مسامير طرقت في نعشه وأصبح اليوم فقط ذكرى في الأذهان وأسطورة تحكى للأبناء.

وقام فريق اعلامي من مديريات دلتا ابين، صباح السبت، بزيارة تفقدية لعدد من المواقع الأثرية للاطلاع على حجم تلك الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية برفقة مدير عام هيئة الآثار في محافظة أبين ، ربيع عبدالله، ونائب مدير الإدارة الإعلامية في انتقالي محافظة أبين ، نائف الرصاصي.

وحصل الإعلاميين على شرح واف عن تلك المواقع الأثرية من قبل مدير هيئة الآثار، وعن أهميتها إذ وكانت تعتبر في تلك الفترة ميناء هاما وملتقى للتجار وفيها أقيم اكبر مصانع الاواني الطينية ، إذ وكان تمتلك محافظة أبين عدد من المرافئ البحرية على امتداد سواحلها مثل والتي أهمها ميناء دار زينة، والذي كان من المرافئ البحرية التي تصل إليها السفن من مختلف مواقع الثقل التجاري في ذلك الوقت من موانئ جنوب الجزيرة العربية أو سواحل شرق أفريقيا.

وكان حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية نتيجة الانشطة الفردية في البحث عن الكنوز ومشاريع البناء كبير ينذر بكارثة تاريخية ، واندثار تلك المواقع الأثرية الهامة التي تعتبر من اهم المعالم التاريخية في المحافظة وشاهد عن الازدهار التي كانت عليه المحافظة بين القرن 11 و 12 الميلادي ، واعتبر اعمال البناء على تلك المواقع الأثرية اكبر الأخطار التي تهدد تلك المواقع ، إذ وتعمل منظمات مختلفة على عمليات توطين جماعية من خلال بناء المدن السكنية على وبالقرب من تلك المواقع الأثرية بين توطين للنازحين في موقع القرو وبناء مركز ديني في منطقة القريات على موقع المشقافة الاثري .

وأطلق الإعلاميين مناشدة جماعية إلى رئيس ونواب مجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي، لإنقاذ ماتبقى من تلك المواقع الأثرية ومحاسبة المتورطين في تلك الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى تدمير المعالم التاريخية والمواقع الأثرية في المحافظة.