توحد مائدة المصريين.. سر الاحتفال بـ “شم النسيم” وتناول الفسيخ والبيض الملون
حدث اليوم - متابعات
وترتبط أعياد شم النسيم عند المصريين بالاحتفالات والكرنفالات طط التي اعتادوا عليها سنويا في شهر أبريل وهو احتفال تخرج فيه الأسر المصرية إلى الحدائق العامة وأماكن الترفيه وتناول الأطعمة المخصصة لهذا اليوم تحديداً، والتي تدخل ضمن طقوسه، مثل الفسيخ، والبصل، والبيض الملون.
ويعتبر شم النسيم من أفضل الأعياد التي احتفل بها المصريون منذ القدم، مما جعله من الأعياد المميزة. وهو عيد طقوسي وليس عيدا دينيا، أي أنه يتعلق بطقوس وعادات المصريين الذين اعتادوا قضاء اليوم بتفاصيل معينة.
وتعود تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو” وهي كلمة مصرية قديمة. وهو عيد يرمز عند المصريين القدماء إلى قيامة الحياة. وكان قدماء المصريين يعتقدون أن ذلك اليوم هو بداية الزمن، أو بداية خلق العالم كما تصوروا.
وقد تعرض الاسم للتحريف على مر العصور، وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الموسم بالطقس المعتدل والنسيم اللطيف وما يصاحبه من احتفال بهذا العيد كالخروج إلى الحدائق والأماكن العامة. الحدائق والاستمتاع بجمال الطبيعة.
واحتفل قدماء المصريين بذلك اليوم احتفالا رسميا كبيرا، فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت وصول الشمس إلى برج الحمل. وكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل غروب الشمس. ليشهد غروب الشمس، ويظهر قرص الشمس وهو يميل نحو غروب الشمس، ويقترب تدريجياً من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه جالس على قمة الهرم.
وفي تلك اللحظة يحدث شيء غريب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، وتظهر واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انقسمت إلى قسمين.
سبب الاهتمام بالبيض الملون
أصل هذا الاحتفال مصري فرعوني، ويرجع الاهتمام بالبيض إلى أنه يرمز إلى خلق الحياة من الجمادات عند الفراعنة. وصورت بعض برديات ممفيس الإله “بتاح” – إله الخلق عند الفراعنة – جالسا على الأرض على شكل بيضة شكلها من جمادات. ولذلك فإن تناول البيض في هذه المناسبة يبدو وكأنه أحد الطقوس المقدسة عند المصريين القدماء.
وكان قدماء المصريين ينقشون دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد على البيض، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها على شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار. لينالوا بركات نور الله عند طلوعهم وتحقيق أمنياتهم، وتطورت هذه النقوش فيما بعد إلى نوع من الزخرفة الجميلة والتلوين الرائع للبيض.
سر أكل الفسيخ
أما الفسيخ أو “السمك المملح” فقد ظهر ضمن الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد خلال الأسرة الخامسة، مع بداية الاهتمام بتقديس النيل. وأظهر المصريون القدماء براعة كبيرة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصنع الفسيخ. وذكر هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر أنه في القرن الخامس قبل الميلاد كتب أن المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم.
البصل وإرادة الحياة
كما كان البصل من الأطعمة التي كان المصريون القدماء يحرصون على تناولها في تلك المناسبة. لقد ارتبطوا بإرادة الحياة، وقهر الموت، والتغلب على المرض. وكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول أعناقهم ويضعونه تحت وسائدهم. ولا تزال هذه العادة منتشرة على نطاق واسع. بين كثير من المصريين حتى اليوم. وكان الخس أحد النباتات المفضلة في ذلك اليوم. وقد عرفت منذ الأسرة الرابعة، وكان يطلق عليها اسم “حب” باللغة الهيروغليفية. وقد اعتبره المصريون القدماء نباتًا مقدسًا، فنقشوا صورته تحت قدمي إلههم التكاثر.
كما أن من الأطعمة التي كان المصريون القدماء يحرصون على تناولها احتفالا بعيد “شم النسيم” هو نبات الحمص الأخضر والذي يعرف عند المصريين باسم “الملانا”. لقد جعلوا من نضج ثمرة الحمص وامتلاءها علامة على قدوم الربيع.