سجون حزب الإصلاح السرية في تعز اليمنية .. الموت بدون أحكام قضائية
حدث اليوم -خاص::
تعيش المناطق المحررة في محافظة تعز، وضعًا كارثيًا فيما يتعلق بحقوق الانسان، خاصة فيما يتعلق بالسجون السرية التابعة لعناصر حزب الاصلاح "ذراع تنظيم الاخوان الارهابي في اليمن"، دون ان تحرك الجهات المختصة ساكنا لمعالجة ما يجري في تلك السجون من جرائم بحق ابرياء وجدوا انفسهم متهمين بدون ادلة، ومساجين بدون أحكام قضائية.
وتؤكد مصادر حقوقية متعددة في تعز، بأن عدد السجون التابعة لعناصر حزب الاصلاح بالمحافظة، لا تخضع لقوانين وتشريعات ومحاكم ونيابة واشراف حكومي، فيما لا يجرؤ الجانب الحقوقي الاقتراب منها أو حتى الاشارة اليها خوفا من البطش والتنكيل والتعزير من حزب يدير مكوناته باستخدام النفاق الديني.
لكل قائد سجن
ووفقا للمصادر الحقوقية، فأنه يوجد لكل قائد من عناصر الاصلاح المسيطرين على تعز، سجن خاص به، حتى وان كان قائد كتيبة في لواء عسكري، أو قائد يدير مؤسسة أمنية، ولاكثرتها لا توجد احصائية بعددها.
وتشير المصادر، إلى أن عناصر وقيادات حزب الاصلاح في تعز، تمارس شتى أنواع التنكيل والعذاب بسكان المدينة المسالمة، ومن يعارض توجهها الذي يعد الوجه الآخر لما تمارسه مليشيات الحوثي الارهابية في مناطق سيطرتها، يتم القبض عليه او اختطافه والزج به في اتون احد تلك السجون، يظل فيها حتى يموت او يقدم الولاء والطاعة لكهنة المعبد المليء بالنفاق الديني.
ووفقا للمصادر فإن تلك السجون السرية الخاصة بتنظيم الاخوان الارهابي، يقبع فيها الألاف من الابرياء، ويعاملون معاملة سيئة ويعذبون بكل وسائل وطرق التعذيب التي عرفتها البشرية، والتي تعبر جليا عن خلاصة الدولة المدنية التي رفع شعارها عناصر الحزب الذين ركبوا مطالب الشباب الحر في العام 2011.
تهريب وترفيه سجناء
وعلى عكس معاملة الاسرى والمعتقين والمختطفين، تقوم الجماعة بتوفير جميع وسائل الراحة لعناصرها الذين يتم اصدار أوامر حبس بحقهم من الأجهزة القضائية او النيابة والضبطية بتهم جنائية كبرى أدناها جرائم حرابة، حتى انه يتم تسهيل فرارهم او الافراج عنهم علنا دون خوف من أي سلطات أخرى حتى وان كان القضاء.
وتشير المصادر إلى ان العديد من العناصر المطلوبة امنيا في تعز وعلى راسهم غزوان المخلافي، و غزوان شقيق همام مرعي، وقتلة ومجرمين متقطعين من عناصر الاصلاح الذين لديهم قرابة في صفوف قوات محور تعز الخاضع للجماعة، يتم تهريبهم والافراج عنهم بعد القبض عليهم لمرات عدة بتهم جنائية اقلها القتل.
فيما يتم التحفظ على المعتقلين الأبرياء الذين لم تنسب اليهم تهم او يقدمون إلى المحاكمة كما هو حال السجين " وائل علوان محمد غالب" الذي ظل قابعا في سجن الامن السياسي بتعز، رغم تعرضه لثلاث جلطات وساءت حالته الصحية حتى توفي متأثرا بمرضه، دون ان يتم فتح تحقيق حول اسباب وظروف وفاته من الجهات المختصة.
وتحدثت مصادر عدة حول أوضاع المساجين من ابناء شرجب بمديرية الشمايتين على خلفية مقتل موظف الاغاثة الاممي، والذين لم يثبت تورطها في الجريمة ومع ذلك ما زالت قيادات الاصلاح تصر على حبسهم رغم التدخلات الحكومية والتوجيهات الرئاسية بالافراج عنهم.
تفاصيل صادمة
وفي هذا الصدد كشف الناشط الحقوقي سالم بن جذنان النهدي، تفاصيل صادمة عن التعذيب في سجون الاخوان التي سبق أن وثقتها وسائل إعلام ومنظمات حقوقية دولية.
يقول النهدي على حسابه في منصة "إكس"، إن السجانين داخل السجون التي تديرها عناصر الاخوان يقومون بإجراء قرعة يومية من أجل توزيع السجناء على أدوات التعذيب المختلفة.
وأوضح النهدي أنه يتم المقامرة بين السجانين يوميا على اسم السجين الأكثر صموداً، والسجين الذي سيطلق صرخاته أولاً ، والسجين الذي سيقوم بالبكاء من فرط التعذيب.
وسبق أن كشفت شهادات سجناء معتقلين بسجن يمني خاضع لسيطرة الاخوان المسلمين تعرضهم لعمليات تعذيب بشعة وممنهجة وفق جدول زمني محدد، بالإضافة إلى استخدام العنف الجنسي كأداة أساسية لإلحاق العقوبة بهم لاستخلاص “الاعترافات”.
وبحسب الشهادات التي رصدتها وكالة "الأسوشيتد برس" العالمية للأنباء على لسان المعتقلين، فإن “القائمين على عمليات التعذيب كانوا يتبعون جدولا زمنيا محددا، الضرب أيام السبت، التعذيب أيام الآحد، والاثنين استراحة. في الأيام الثلاثة الأخرى تعاد الكرة ذاتها. في أيام الجمع يحين وقت الحبس الانفرادي.
و روى سجناء محتجزين في سجون سرية للاخوان، في تعز ومأرب عن تعرضهم لانتهاكات صارخة من قبل عناصر الاخوان القائمين على تلك السجون، بما فيها العنف الجنسي، التي تستخدم من قبل الجماعة المتلبسة بالدين زورا، كعقوبة لالحاق الضرر النفسي بالمعتقلين ولاستخلاص
"الاعترافات" تحت التعذيب.
قواعد مشتركة
وتؤكد المصادر الحقوقية، بأن ما تمارسه مليشيات الحوثي ضد المختطفين والمخفيين قسرا والاسرى في معاقلها السرية في مناطق سيطرتها، تمارسه وأكثر مليشيات الاخوان في تعز ومناطق سيطرتها، فهما جماعتين متشابهتين في كل شيء باعتبارهما ينهلان من منبع ارهابي واحد في طهران والدوحة.
وتتحدث المصادر، عن عمليات تعذيب متشابهة في سجون الجماعتين تم توثيقها دوليا ومحليا، الامر الذي يؤكد بأن اليمن تعرض لخيانة كبرى من قبل تلك الجماعات التي ظلت تمارس الدجل باسم الوطنية والدولة المدنية وغيرها من الشعارات التي انكشفت تفاصيلها.