الجنيدي يكتب.. بهذه الخطوات سينجح بن مبارك ولهذه المنافع ينبغي على الجميع دعمه

الجنيدي يكتب.. بهذه الخطوات سينجح بن مبارك ولهذه المنافع ينبغي على الجميع دعمه

حدث اليوم /كتب / محمد الجنيدي 

من الوهلة الأولى لتعيين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، طُرحت كثير من التساؤلات حول فرص نجاحه ومدى امكانياته وقدراته على احداث تغيير في نمط السلطة التنفيذية المركزية على النحو الذي يمكنها من مجابهة التحديات وتجاوز الصعوبات ويتيح لها فرصة تأدية واجباتها والتزاماتها وتلبية تطلعات المواطنين، وكانت الاجابة التلقائية التي تكونت عندي حينها ان البداية الصحيحة التي ينبغي للدكتور بن مبارك ان يمضي بها والتي تشكل التحدي الأكبر تكمن في اصلاح ملف الكهرباء لإعتقادي وربما اعتقاد الاغلبية انه مفتاح النجاح؟.

 ومن هنا وأن جاز لنا حق تقييم خطوات بن مبارك بعد مرور 100 يوم تقريبا، فإن الرأي يميل إلى أن بدايته كانت موفقة وفرص النجاح ممكنة جدا، خاصة إذا وقفنا أمام الإجراءات التي اتخذها والتي سنوجزها في سياق هذا الحديث وسنحاول استعراض مدى الأثر الكبير الذي ستحدثه في القريب العاجل إن لم نقل في الأيام القليلة المقبلة.

من خلال المتابعة لجُملة اجتماعات ونزولات رئيس الوزراء سيظهر جليا أن جزءا كبيرا منها قد كُرس لملف الكهرباء فكانت أولى الخطوات هي في تشكيل لجنة مناقصات شراء وقود المحطات، ومن ثم اعتماد آلية استيراد صائبة وناجعة ستوفر للدولة ملايين الدولارت، إضافة إلى اعتماد استراتيجية لتأمين شحنات من وقود محطات الكهرباء من مادة الديزل والمازوت لتغطي احتياجها خلال أشهر الصيف كاملة وتم الإعلان عن إبرام اتفاقية لتوريد نحو 400 ألف طن من مادتي الديزل والمازوت تقريبا ، فهل كانت هذه كل الإجراءات أم أن هناك إجراءات أخرى؟  

أدرك بن مبارك، او لعله إدراك في وقت سابق أن محطات توليد الطاقة الكهربائية في جميع المناطق المُحررة تعتمد وقود الديزل والمازوت، إضافة إلى النفط الخام الذي يشغل محطة بترومسيلة بعدن، فكان مستوعبا أن معالجة وضع المحطات العاملة بالديزل والمازوت لن يكون كافيا لتأمين حالة الاستقرار والإصلاح لقطاع الطاقة الكهربائية لتجاوز تحديات الصيف وأن المعالجة الحقيقية تكمن بالإستفادة من القدرة الإنتاجية لمحطة الرئيس 264 ميجاوات ، واستغلال هذا الانتاج في تقليص الاعتماد على محطات الديزل والمازوت بالعاصمة عدن وتوفير مخصصاتها من هذا المواد في تغطية وسد احتياجات المحافظات الأخرى بصورة تحقق الاستقرار المأمول لدى تلك المحطات، فعمد إلى إصدار توجيهات بتأمين مخزون استراتيجي لمحطة الرئيس من خزانات الضبّة بحضرموت بعد نحو شهر من تعيينه بهدف تغطية احتياج المحطة من النفط الخام إلى جانب ما يصلها من محافظة مأرب، وعلى الرغم من تأخر تنفيذ هذا الإجراء، الغاية في الأهمية لأسباب وعراقيل ليس المجال متاحا هنا لذكرها، فإنه في نهاية المطاف تم تجاوزها، وهنا يأتي السؤال عن جدوى كل تلك الإجراءات ومدى الأثر التي ممكن ان تحدثه على مستوى خدمة الكهرباء حتى يكون الجميع في كل المحافطات مدعو لدعم جهود بن مبارك ومساندته في خطته وخطواته خاصة ولازال يتبادر إلى الأذهان موجة الاحتياجات الشعبية التي عمّت العاصمة عدن وكافة المحافظات المحررة خلال الأسبوع المنصرم حتى يوم أمس؟

وهنا سنأتي إلى استعراض النتائج المأمولة والتي ممكن أن يلمسها المواطن بصورة واضحة وجلية، وإذا ما نظرنا إلى وضع تموين محطات الديزل فسنجد أن أول شحنة ديزل من حزمة الشحنات التي ستصل تابعا فسنجد أن أول شحنة قد وصلت يوم أمس الأول لعدن وهي ستكفي لنحو أسبوعين تقريبا كون جزء من الكمية سيذهب للتجار بعد لجوء الكهرباء لاستلاف كمياتهم خلال الازمة الاخيرة غير ان ما يدعو للإطمئنان في هذا الجانب أن هناك شحنة ديزل يجري شحنها الآن في دبي، ومتوقع أن تصل خلال اسبوع ويبلغ حجمها 60 ألف طن، ما يعني تغطية احتياج جميع تلك المحطات في مختلف المحافظات لنحو شهرين تقريبا. 

أما بالنسبة لوضع محطات المازوت والتي تعتمد عليها بشكل اساسي العاصمة عدن ومحافظة حضرموت، والتي في غالبها خارج الخدمة حاليا لنفاد كميات المازوت، فإن الإنفراجة فيها ستكون غدا باذن الله مع وصول شحنة مازوت تبلغ 11500 طن ، وهي أي الشحنة وإن لم تكن ضمن حزمة الشحنات التي أبرمتها لجنة المناقصات إلا انها ستسد وتغطي احتياجات محطات المازوت في عدن وحضرموت إلى حين وصول شحنة المازوت التابعة للجنة المناقصات والتي تبلغ كميتها نحو 35 ألف طن والمقرر ان خلال أسبوع تقريبا حسب إفادة الشركة الموردة وهي كمية تغطي احتياج المحطات لفترة شهر أو شهرين والأهم من ذلك أن هذه المدة لن تنتهي إلا وشحنة المازوت التالية بحسب الاتفاقية ستكون قد وصلت وهو ما يدعو للإطمئنان إلى عدم وقوع أي أزمات لتلك المحطات خلال فترة الصيف بإذن الله.

أما في الجزئية الأخيرة والمتعلقة بالوضع التمويني لمحطة الرئيس التي تعتمد على النفط الخام، فينبغي الإشارة إلى أن الإجراءات المتخذة بشأنها ستعود بالنفع الكبير ليس على مستوى العاصمة عدن، إنما على جميع المحافظات، فالمحطة التي يبلغ انتاجها 264 ميجاوات تم وضع الحلول والمعالجات التي أعاقت تموينها وتشغيلها بقدرتها الكلية وذلك بعد جهود كبيرة وتدخلات متعددة سواءً عبر رئيس الوزراء وزارة الكهرباء والنفط والمعادن والمالية والسلطتين المحليتين بحضرموت وعدن، وبمساعٍ طيبة ومثمرة قادها كل من الأستاذ علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية والاستاذ فادي حسن باعوم عضو هيئة رئاسة المجلس، وتكللت كل هذه الجهود وأثبتت تعاون الجميع، وهنا وبحسب تأكيد معالي وزير النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي والذي كان له دورا كبيرا في كافة الجوانب، فإن الفرق المختصة قد أُنجزت ترتيبات الضخ من المساكب وغيرها فضلا عن ترتيب الوزراة للمقطورات الناقلة للنفط الخام من الضبة إلى النشيمة، ومن المنتظر أن تدشن عملية الضخ خلال يومين أو ثلاثة أيام ويتم إمداد محطة الرئيس بالوقود الذي يغطي احتياجها، وهنا يأتي السؤال حول الأثر والجدوى والمنفعة التي ستحقق لجميع المحافظات والتي سنختتم بها هذا الحديث الطويل.

سيؤدي تموين محطة الرئيس باحتياجها من النفط الخام إلى إنتاج نحو 240 ميجاوات تقريبا هذا الإنتاج الكبير وضمان استقراره سيقود إلى إتاحة الفرصة لبلوغ المستوى المأمول من توليد الطاقة بالعاصمة عدن بهذه الفترة والتي ممكن ان تستقر عند مستوى 300 الى 350 ميجاوات، هذه النسبة ستكون مقبولة وستؤدي لحالة استقرار نسبي- وإن كانت تطلعات الناس أكبر- لكن في المقابل سيسهم ذلك في تقليص اعتماد كهرباء عدن على محطات الديزل وسيتم توفير كميات كبيرة من الديزل خاصة وإن هناك 60 ألف طن ستصل بعد أسبوع وشحنات أخرى ستصل بعدها، وهو ما سيعطي فرصة كبيرة للاستفادة من تلك الكميات لتغطية احتياجات محافظات كلها، كما ستستفيد حضرموت من تقليل كهرباء عدن من اعتماد استخدام المازوت لتعطي فرصة لها لتغطية احتياجها، خاصة وأغلب المحطات بحضرموت تعمل بالمازوت وبالتالي نصل هنا لتحقيق المنفعة المشتركة.

ختاما، ينبغي القول أن رؤية بن مبارك وخطواته الناجعة التي ستأتي أُكلها بإذن الله خلال فترة الصيف تنطلق من خطة آنية لتجاوز تحديات هذا الصيف بالوسائل المتوفرة حاليا وخلق أرضية تساعد في الانطلاق بالاستراتجية للتحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة في المستقبل القريب، فإن كانت الخطوات محل استحسان واستبشار الناس بواقع أفضل فينبغي على الجميع دعمه ومساندته، والوقوف صفا واحدا في مواجهة كل من يضع العراقيل والمعوقات وهم كُثر. 

رفعت الاقلام وجفت الصحف.