تقرير ”لحدث اليوم“ يستعرض معاناة أفراد الجيش والأمن في ظل الاستقطاعات التي طالت مرتباتهم
حدث اليوم - تقرير - خاص
يتعرض آلاف الجنود في قوات الجيش والأمن في العاصمة عدن ومحافظة لحج وأبين للاستقطاعات الجائرة التي طالت مرتباتهم، والتي قد تجاوزت في بعض الوحدات 50% من إجمالي رواتب العسكريين، وسط حالة تذمر واسعة لدى أفراد هذه القوات، من هذه الاستقطاعات الغير قانونية في ظل ظروف اقتصادية ومعيشة صعبة يعيشها المواطن وخصوصا شريحة العسكريين والتي تتأخر صرف مرتباتهم لفترات طويلة.
ويشكو العسكريون من تلك الخصميات التي تستقطعها قيادة الوحدات من مرتبات الجنود دون أي حق أو مبرر ، ودون أن تورد تلك الاستقطاعات إلى خزينة الدولة .
ومن مصادر خاصة علمت حدث اليوم أن الخصميات التي تطال مرتبات الجنود في الجيش والأمن تصل إلى مئات الملايين في بعض الوحدات والالوية ، حيث أن تلك الخصميات تودع في حسابات قيادات الوحدات في الصرافات والبنوك المحلية ليتم تحويلها إلى عملة صعبة وتحويلها إلى ارصدتهم في بنوك خارج البلاد، ولا يتم توريدها إلى حسابات الدولة ، دون أن يحرك ذلك مسؤولية الجهات الرسمية في الحكومة ووزارتي الداخلية والدفاع، رغم خروج الجنود في مظاهرات تدين تلك للاستقطاعات.
والى محافظة أبين ، التي تعيش في وضع اقتصادي وسياسي وعسكري صعب منذ عقود ، شهدت خلالها المحافظة عدة حروب دُمرت فيها البنى التحتية والمنازل وشرد مواطنيها لسنوات بسبب تلك الحروب إضافة إلى أثرها البيئي والاقتصادي على الأراضي الزراعية وما لحقها من تدمير وعبث واتلاف المحاصيل ونفوق المواشي ، والى جانب ذلك تتفاقم معاناة سكان محافظة أبين مع الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد اجمع ، كما يشكوا مجندي الأمن العام والأمن المركزي في المحافظة من الخصميات التي تطال مرتباتهم والتي وصلت إلى 32500 ريال من مرتبات مجندي الأمن المركزي "القوات الخاصة" و 12500 من مرتبات الأمن العام شهريا.
وقال الجندي في الأمن المركزي أبين "القوات الخاصة" (أ.ع.م) لـ حدث اليوم بان المدعو محمد العوبان ، قائد القوات الخاصة في محافظة أبين لايزال يستقطع من مرتبات الجنود ، حتى وبعد أن أختار الخروج من البلاد إلى سلطنة عمان بعد البدء في تنفيذ اتفاق الرياض ، الذي جاءت لأنها الأزمة السياسية العسكرية في أبين بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ، والقوات التي كانت تستظل تحت غطاء ماكان يسمى بالشرعية ، دون أن يغير خروجه في شيء مما استمرت معاناة الجنود من تلك الخصميات الجائرة ، حيث لا يستلم الجنود من مرتباتهم سوى 28500 ريال من مرتب مسجل في كشوفات وزارة المالية بـ 60000 ريال .
وتستمر معاناة العسكريين مع تلك الخصميات دون أن يحرك ذلك ساكناً عند مسؤولي الحكومة وكان الصمت رضاء وشرعنة لتلك الافعال .
ومن مجندي وزارة الداخلي في محافظة أبين إلى مجندي وزارة الدفاع في العاصمة عدن ، حيث يعاني الجنود من الاستقطاعات أيضاً ، ولن نذهب بعيداً وهذه المرة من القصر الرئاسي معاشيق وعلى مقربة من الرئيس ونوابه الثمانية ، حيث شكا الجندي (ي.م) أحد افراد اللواء الاول حماية رئاسية لـ *لحدث اليوم* من الاستقطاعات التي تطال مرتباتهم شهريا والتي تصل إلى 22500 ريال من مرتب الجندي الواحد لا يعلمون سبب ذلك والى أين مصيرها.
وذلك حال واحد للآلاف من الجنود في العديد من الالوية والوحدات العسكرية في كلّاً من وزارتي الدفاع والداخلية دون أن نرى موقف حيال تلك الكارثة ، وكان الحكومات المتعاقبة والوزراء المتلاحقين في وزارتي الدفاع والداخلية ليسو على علم بما يحدث ولكن عشرات المظاهرات للعسكريين خروجوا فيها ضد تلك الاستقطاعات من مرتباتهم دون أي حق إضافة إلى المناشدات والشكاوي المستمرة عبر وسائل الإعلام عن تلك المعاناة ، وحتى بدون ذلك فصمت مسؤولي الدفاع والداخلية جريمة وان كان ذلك دون علمهم فهو مصيبة ، وكما قال صاحب الزمان : إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة اعظمُ .
ويبقى الامل الاخير لأولئك الجنود بعد الله عز وجل في رئيس المجلس الرئاسي ونوابه الثمانية الذي لم نرى منهم سوا اثنين يعملون دون ما توقف محتملين هم الخروج من الأزمة ، أولهم رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ، والاخر قائد ألوية العمالقة عبدالرحمن ابو زرعة المحرمي ، بهما فقط يتصبر الشعب ويرسم عليهم سبيل الخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يمر بها البلاد وآمال وطموحات في الحياة ، بعد أن دُمر حلمه ومستقبله من قبل الايادي الإجرامية بدأت مشروعها في صيف 1994 بقيادة أسرية أهلكت الحرث والنسل تحت عنوان محاربة الشيوعيين في الجنوب ، وبرئيس محروق وفي نهاية حكمه وبعد استواء خبزه وعجينه حول جيش الدولة إلى مليشيا دمر فيها ما تبقى من حياة في البلاد ، ولكن المصير لكل ذلك الظلم لاتزال جثته في ثلاجة أحد مستشفيات صنعاء وكانها حكمة إلهية يقول فيها الرب جل في علاه ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) ، ولكن لم نرى عبرة لمن خلفه، وما كان ذلك إلا نتاج لخبز صالح والعجين فلم يكن للشعب اي أمل من نتاج صالح.
فاستمر الحال رغم تغير الأحوال فحكومات متعاقبة وجدت رئيس مركوز ظل مغترب معظم فترة حكمه فما جد جديد ، والمعاناة تتجدد فشعب الجنوب بعد الاحتلال في 7يوليو 94 راى ما لا عين رأت وسمع ما لا اذن سمعت ومر عليه من البلاء والشقاء مالم يخطر على قلب بشر وليست النهاية...