عمل الخير و اسعاد الاخرين هي تجارت الشيخ سمير القطيبي الاصلية
حدث اليوم - مقال ◾ مختار القاضي
عندما يمنحك القدر شرف تسطير كلمات تليق برجال عضماء بعد الله سبحانة وتعالى
خلدهم التاريخ -سيما في زمن تندر فيه هؤلاء ، فسيخالجك شعور أنك قد منحت منحة الخلود ؛ ذلك ﻷنك سنحت لذاتك أن تقتبس من نورهم ، ولتصنع منهم أمة تأبى اﻹنحلال وترمي إلى مستقبل مشرق مليء بالعطاء ومترع بالسلام .
لم أكن أدرك قيمة هذه المنحة حتى أفضى إلي طفل من اطفال حبيل حنش في المسيمير لحج رسمها على ثغره الشيخ سمير احمد القطيبي عندماء تكفل بحفر بئر للشرب صدقه جارية ، ودمعة حزن اعتصرت قلب يتيم وأذكت روحه ، فبددها ( الشيخ سمير القطيبي ) بجزيل عطائه ونظرته الإنسانية الثاقبة التي تعبر -بمكنونها -عن رجل نذر ذاته ليكون أبا للجميع .
أعترف أني مهما كتبت فلن
أستطيع أن أدعي الموضوعية لمحدودية قدرتي عن التجرد عن مشاعر اﻻعتزاز والفخر ، وحجم المحبة والود في كتابة هذه الشهادة عن الشيخ سمير القطيبي الذي لم يقتصر على العمل الخيري واﻹنساني فقط بل يكرس الكثير من وقتة في للدعوة الاسلامية بطبع ونشر دفاتر اذكار الصباح والمساء وغيرهاء
أن الشيخ سمير القطيبي ليس رجل اعمال بل سفير العظمة في اليمن المعاصر
لطالما بحثت- ببصيرتي القاصرة-للعظمة عن معنى يمكنني أن أراها من خلاله، فلم أجد لها في معاجم البشر وصنيعهم المعنى الذي ملأت به مشاعري هذه الكلمة ، فلما أن منحت شرف معرفة الشيخ سمير القطيبي ، ﻻحت أمام ناظري بواطن العظمة وأغوارها ،
فالعظماء هم الذين علموا كيف يتسللون إلى قلوب البشر بحسن أخلاقهم وجميل خصالهم ؛ فتراهم في مراكب البسطاء حيث يكون ملائكة الرصيف.. يتفقدون أحوالهم ، ويداوون جراحهم.
فهو من سلالة يافعية حميرية عظيمة و مناضلة وحكيمة و اسرة علم و ادب و ثقافة و سياسة قبل ان تكون اسرة تجارية عريقة و لعل انسانية هذه الاسرة الاصيلة وقيمها السامية و كرمها و عمل الخير و اسعاد الاخرين هي تجارتهم الاصلية .
إن “الكلمة الطيبة “في قاموس الشيخ سمير القطيبي تعني أنك وهبت إنسانا حياة جديدة مليئة بالحب والعطاء ، حياة وقودها اﻷمل ، وربانها الرضاء بقضاء الله”..وهذا جل ما تضمنته كافة اﻷديان السماوية بمبادئها وتشريعاتها ، لا مبادئ أصحابها ومنتحليها .
و بعيدا عن الشيخ سمير القطيبي التاجر و رجل الاعمال نجد إن الفصل بين الشيخ سمير القطيبي اﻹنسان والشيخ سمير القطيبي الكاتب يعد ضربا من المستحيل ، فهو حقا نسيج بديع ونادر من الموهبتين معا ، إذ يتكامل فيه الكاتب واﻹنسان ، فلأ سمير القطيبي صوته الخاص ، صوت تتنبه به بين مئات اﻷصوات ، إنه صوت من رأى رؤى وأحس بالمأساة ، صوت يبحث عن اﻹنسان ويزأر باسمه ،
ولشدة حبه للكتابة والفكر والتعبير عما يختلج في النفس ، فقد خصص مساحة شاسعة من اهتماماته للكتابة والقرائة وتعليم اطفالة امور الدين والاسلام قبل امور الدنياء
وفي ختام كلامي اقول لو كان للإنسانية عين لقالت تتبعني حيث يكون الشيخ سمير القطيبي ، فأنت عين اللإنسانية في وطن جرده اﻹنسان إنسانيته .
ليس هذا بغريب ، فشيخ سمير القطيبي حول لغة البارود التي أفزعت البشر إلى لحظة عناق تحتوي فيه إنسانيته مأساة الوطن، والمواطن ليهبنا بذلك سعادة غامرة ، ومنحة بأمل أن الوطن مازال بخير مادمت فيه وأمثالك ممن عرفوا أن الغاية من الحياة إسعاد بني البشر وتخفيف آلامهم ..
عذرا أدونيس فمقولتك “أن الريح لا ترجع القهقرى ، والماء ﻻ يعود إلى منبعه ، لا أسلاف له وفي خطواته جذور” هي سطحية المعنى أمام شخصية (الشيخ سمير القطيبي ) ومبادئه التي تحي بأن المنبع الذي فاض منه هذا الرجل عذب زلال وأن جذور هذا الرجل إنسانية الهوى والمهوى ، تؤمن فقط بأن “ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ، إن الله بما تعملون بصير ” .