من الحرب الباردة إلى الحروب الحديثة.. كيف أصبحت F-15EX أقوى من أي وقت مضى؟

من الحرب الباردة إلى الحروب الحديثة.. كيف أصبحت F-15EX أقوى من أي وقت مضى؟

شهدت سماء المعارك تحولات جذرية بفضل التطورات التكنولوجية الهائلة، وبرزت طائرة F-15 كرمز للتفوق الجوي الأمريكي منذ بزوغ فجر الطيران العسكري.

كيف غيرت ترقية طائرة F-15E إلى النسخة الأحدث F-15EX من قواعد اللعبة في سماء المعارك؟ وهل استطاعت هذه الطائرة مواكبة التطورات المتسارعة في الحروب الحديثة؟

حلقت طائرة F-15E في أجواء المعارك أول مرة في عام 1986، في خضم الحرب الباردة. صُممت هذه المقاتلة لتكون سلاحاً جوياً متعدد الاستخدامات، ودخلت الخدمة الفعلية في القوات الجوية الأمريكية عام 1989. وفي حرب الخليج عام 1991، أثبتت F-15E جدارتها القتالية بقدراتها الاستثنائية على تنفيذ الضربات الجوية الدقيقة وتوفير الدعم الجوي للقوات البرية، مما ساهم في تحقيق النصر.

في ظل هيمنة الطائرات الشبحية، قد يتساءل البعض عن سبب استثمار القوات الجوية في طائرة F-15EX غير الشبحية. الإجابة تكمن في مرونتها وقدرتها على حمل أسلحة متنوعة، مما يجعلها شريكاً قوياً للطائرات الشبحية في تنفيذ المهام القتالية.

تتميز طائرة F-15EX بنظام EPAS المتطور الذي يوفر قدرات تشويش وتحديد التهديدات، مما يجعل من الصعب على الأعداء استهدافها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر رادار F-15EX المتقدم (AESAR) قدرات فائقة في الكشف والتتبع، مع مقاومة أكبر للتشويش.

تتميز F-15E بلوحة قيادة تعكس طابع الثمانينيات، مع عدادات تقليدية وشاشات أحادية اللون، والتي كانت تُعد متطورة في ذلك الوقت، لكنها تفتقر اليوم إلى معالجة البيانات الفورية. أما F-15EX، فتتضمن “قمرة زجاجية” مع شاشات كبيرة تتيح للطيارين تخصيص واجهة العرض بسهولة، مما يحسن الوعي بالوضع ويقلل من الجهد الذهني.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز F-15EX بقدرات تحمل عالية، مما يسمح لها بالبقاء في الجو لفترات أطول وتنفيذ مهام أكثر تعقيداً. كما أن تكلفة دورة حياتها، التي تشمل صيانة الطائرة وتحديثاتها، تعتبر تنافسية مقارنة بطائرات الجيل الخامس.

وعلى الرغم من أن كلا الطرازين يعتمدان على محركات من جنرال إلكتريك، إلا أن F-15EX تتميز بمحركات أكثر قوة وكفاءة، مما يمنحها تفوقاً جوياً لا يضاهى.

تتميز طائرة F-15EX بقدرة حمل هائلة تفوق سابقتها بنسبة 28%، مما يجعلها بمثابة “شاحنة صواريخ طائرة”. فبفضل هذه القدرة الاستثنائية، يمكنها حمل ما يصل إلى 12 صاروخًا جو-جو في آنٍ واحد، أي ضعف القدرة التي كانت متاحة في النماذج السابقة. هذه الزيادة الهائلة في الحمولة تمنح F-15EX مرونة أكبر في تنفيذ المهام القتالية، وتتيح لها تدمير أهداف متعددة في وقت واحد.

وعلى الرغم من أن F-15EX طائرة متطورة، إلا أن عملية الانتقال من F-15E إلى F-15EX تتم بسلاسة، حيث يمكن للطيارين المدربين على F-15E الانتقال إلى الطراز الجديد خلال فترة زمنية قصيرة. هذا الأمر يقلل من تكاليف التدريب ويضمن استمرارية العمليات الجوية.