نوفمبر عيدنا الأول

نوفمبر عيدنا الأول

حدث اليوم - كتب  - وضاح هرهره 

في هذا اليوم المجيد، ال30 من نوفمبر نحتفل بذكرى تاريخية خالدة، ذكرى صنعها الأباء والأجداد بدمائهم وتضحياتهم، ليظل الوطن شامخاً وحرًا. لقد ضحوا بكل غالٍ ونفيس لتحقيق حلم الاستقلال،والذي فيه طُردا اخر جندي بريطاني من أرض الجنوب الطاهرة، وبتحيد م العاصمة التاريخية والابدية عدن عاصمة الجنوب العربي، ونحن اليوم نحتفل بتلك اللحظة التي وحدت صفوف الأحرار وكتبت تاريخاً بعزيمة لا تنكسر.

ومع مرور السنوات، تستمر الأجيال الجنوبية في الاحتفال بهذا اليوم الذي لا يزال ينبض في قلوبنا، ذكرى لا تَمحِيها الأيام، ولن تُمحى حتى قيام الساعة. نحن اليوم، نتطلع إلى أن نخطو خطواتهم في مسار التحرير والكرامة، نسعى بكل قوتنا لتحقق ما حققه الأباء من انتصار، وبنفس العزيمة نبني فجرًا جديدًا، فجرًا يشع فيه نور الحرية والعدالة، ويستمر الاحتفال به على مر الأزمان.

إن ما تحقق في الماضي هو دافع لنا للمضي قدمًا، لبناء وطنٍ عزيزٍ يظل الأجيال تحتفل به، ويظل لنا مرجعية نفخر بها، لتظل رايته عالية، ويظل التاريخ شاهدًا على ما صنعناه في هذا الزمن، كما صنعه الأجداد في زمنهم.

 ذكرى الثلاثون من نوفمبر، عيد الاستقلال الأول للجنوب، نستحضر تضحيات الأبطال الذين صنعوا مجد الوطن بدمائهم وإرادتهم الصلبة، فحرروا الأرض وأعادوا لها كرامتها. إن هذه الذكرى التي تخلد تاريخًا مشرفًا، هي بمثابة شعلة تضيء دربنا نحو تحقيق حلم الاستقلال الثاني، الذي لن يتحقق إلا بتضحيات وإصرار لا يلين.

اليوم، ونحن نقف على عتبة هذا العيد المجيد، نبحث عن التحرر من أبشع احتلال مرَّ على تاريخنا الجنوبي. ونمضي قُدماً نحو النصر خلف قيادتنا السياسية المجيدة المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي خلف الرئيس القائد الأعلا للقوات المسلحة الجنوبية عيدروس ابن قاسم الزبيدي حفظه الله ، الذي عودنا دائمًا على النصر، فنحن اليوم نثق بأن قيادتنا ستظل الدرع الذي نحتمي به، والقبس الذي نهتدي به في طريقنا نحو الحرية.

إننا نعاهد قيادتنا عهد الرجال للرجال، عهدًا لا يُكسر ولا يُحرف، عهدًا ينبض بالعزيمة والإرادة، بأننا ماضون في طريق التحرر، حتى نحقق الاستقلال الثاني، ونطهر أرضنا من الاحتلال الذي طالما عانى ويعاني منه شعبنا. سيظل الجنوب أرضًا حرة، وسيظل نضالنا مستمرًا حتى تظل راية الاستقلال ترفرف عالية، ويظل هذا اليوم، كما كان في الماضي، يومًا للنصر والتاريخ، ويومًا للاحتفال بالحرية التي يستحقها شعبنا العظيم ،

نعم ماضون  خلف قيادتنا دائمًا وابدا، وسنبذل كل ما في وسعنا من جهد وعرق لتحقيق كل ما تصبو إليه من أهداف. مستعدون للتضحية بكل ما نملك من أجل رفعة هذا الوطن، لأننا نعلم أن نجاحات قيادتنا هي نجاحاتنا جميعًا. إنه الزُبيدي رمز الفخر والعزة لنا جميعاً، وقائدا عربياً أصيلاً، من أصل العرب، تعكس إنجازاته في كل خطوة تحققت على الأرض العربية قوتنا وتاريخنا المجيد.

إن ما تحقق من انتصارات على اذناب الفرس هو انتصار لكل عربي أصيل، يحمل في قلبه حب هذه الأمة وتراثها. إن هذه الانتصارات ستكون موثقة في صفحات التاريخ، وستظل أجيالنا القادمة تفخر بما تحقق بفضل بفضل الله اولاً ثم بقيادتنا الحكيمة.

ستظل قيادتنا دائمًا رمزًا لفخرنا وعزتنا، وخاصة خلف قائدًا نتطلع دومًا لتحقيق المزيد من النجاحات تحت لوائه."هذا الرجل ابا( القاسم) الذي قضى حياته كلها ثائرًا مقدامًا وشجاعًا، قد أثبت بصموده وتضحياته أنه لا يعرف سوى طريق النضال والمجد. اليوم، وهو رئيسُنا، نعاهده على أن نكون خلفه، لا نحيد ولا نتزحزح، بثقة لا حدود لها. هو قائدنا في السراء والضراء، مهما حاولت الأصوات القحبيحة أن تهاجمه أو تلتف حوله، فذلك لن يزيده إلا قوة وصلابة، ويزيدنا نحن تماسكًا في مواجهة التحديات.

لقد عبر مراحل صعبة ومواقف قاسية، محاصرًا في شعاب الضالع، كان حكمه بالإعدام رميا بالرصاص، ولكن الإرادة الحديدية التي يتمتع بها حولت ذلك كله إلى قوة دفع وعزيمة لا تلين. واليوم، هو رئيس معترف به عالميًا، وانتصاراته وإنجازاته لا تُعد ولا تحصى، ليبقى مثالًا حقيقيًا للقوة والكرامة والإصرار.

نحن معه، وعلى دربه سائرون، حتى النهاية.