الشعب ينتفض.. ثورة على الفساد والتشويه
حدث اليوم/خاص
في الوقت الذي يعاني فيه المواطن البسيط من أزمات متراكمة أثقلت كاهله، بدلاً من أن تتوجه السلطة إلى إيجاد حلول لهذه المعضلات، اختارت أن تتورط في حملات تشويه متعمدة استهدفت كوادر الجنوب وقياداته. هذه الحملات ليست إلا محاولات يائسة لصرف أنظار الشعب عن مطالبه الحقيقية وإشغاله بمعارك جانبية مع عدو وهمي تبتدعه السلطة لتبرير إخفاقاتها المستمرة.
في خضم هذه المخططات، ظهرت حملة مسعورة تستهدف شركة بترومسيلة، المؤسسة الاقتصادية الرائدة التي يديرها الجنوبيون بكل كفاءة واستقلالية. الاتهامات التي وُجهت لهذه الشركة لا تعدو كونها خطوة تمهيدية لاستيلاء شركات متنفذة خاصة، يدير إحداها نجل أحد المتنفذين، على القطاعات النفطية التي شكلت واحدة من أعمدة الجنوب الاقتصادية. هذه المحاولات تكشف عن نوايا خبيثة للاستيلاء على ثروات الجنوب، والأيام المقبلة ستُظهر المزيد من تفاصيل هذا المخطط الذي يستهدف كسر استقلالية المؤسسات الجنوبية ونهب مقدراتها.
وفي سياق مشابه من التشويه، جاءت الحملة الإعلامية التي استهدفت الشيخ راجح باكريت، المعروف بنشاطه الخيري والتنموي الذي يحظى بتقدير واحترام كل الجنوبيين. الاتهامات التي وجهت إليه بدت واهية وسخيفة، مجرد أداة للنيل من رموز الجنوب الذين يشكلون نموذجًا يُحتذى به. يبدو أن الهدف الحقيقي من هذه الهجمات ليس محاسبة الفساد، بل القضاء على الشخصيات التي تتمتع بشعبية واسعة وقدرة على التأثير الإيجابي.
وحتى إذا افترضنا جدلاً وجود مبررات لفتح ملفات فساد، فلماذا تركز هذه الحملات على شخصية بعينها، بينما يتم التغاضي عن مئات المسؤولين الفاسدين الذين يجاهرون بفسادهم دون رادع؟ كيف يُهاجم شخص واحد بينما يُترك آخرون دون محاسبة، رغم أن بعضهم قد أُحيل إلى التحقيق دون أن تطاله أي عواقب؟ أليس هذا دليلًا واضحًا على ازدواجية المعايير؟ وكيف يمكن أن يُدعى لمحاربة الفساد في الوقت الذي تغرق فيه أعلى القيادات بالفساد ذاته؟