المعركة الاقتصادية النفطية معركة الجنوب لاستعادة الوطن
حدث اليوم - تقرير - خاص
إن المعركة الاقتصادية التي يخوضها الجنوب اليوم، وعلى رأسها ملف استعادة السيطرة الكاملة على قطاع النفط، هي قضية صراع وجودي يتعلق بالهوية الوطنية والسيادة على مقدرات الأرض. فالجنوب الذي يمتلك موارد طبيعية ضخمة كان ولا يزال هدفا لهوامير الفساد وشبكات النفوذ التي تسعى للسيطرة على ثرواته واستخدامها لتمويل مشاريع تدمير الوطن واستباحة مقدراته.
النفط العمود الفقري للاقتصاد الجنوبي
شركة بترومسيلة هي رمز للقدرة الجنوبية على إدارة ثرواتها بعيدا عن تدخلات القوى الفاسدة التي لطالما استخدمت النفط كوسيلة لإخضاع الجنوب. هذه الشركة تمثل نموذجاً للحوكمة الوطنية في مواجهة شبكات الفساد التي جعلت من ثروات الجنوب مغنماً خاصاً .
الدفاع عن بترومسيلة، ودعمها في السيطرة على الحقول النفطية وإدارتها بكفاءة وشفافية، هو خطوة رئيسية نحو بناء اقتصاد جنوبي مستقل. عندما تكون الموارد النفطية تحت سيطرة الجنوب، فإن هذا يعني إعادة توجيه العوائد نحو التنمية المحلية، ودفع رواتب الموظفين، وتحسين البنية التحتية، بدلاً من توجيهها إلى جيوب الفاسدين وأصحاب المصالح المشبوهة.
النفط كسلاح في معركة السيادة
السيطرة على الموارد النفطية هي خطوة اقتصادية، لإعلان صريح بأن الجنوب لن يسمح بأن تكون ثرواته أداة لتمويل حروب تُشن ضده. فقد أصبح واضحا أن جزءاً كبيراً من العوائد النفطية التي تُنهب اليوم يتم استخدامها لتغذية الصراعات، وتمويل المليشيات التي تسعى لإبقاء الجنوب في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
إن أي تهاون في هذه المعركة يعني أن الجنوب سيبقى رهينة لقوى النهب والاستغلال التي لا تكترث بمصير شعبه، ولا تسعى سوى لتحقيق مكاسب آنية على حساب معاناة المواطنين.
الاتحاد الشعبي كعامل حاسم
المعركة الاقتصادية تحتاج إلى دعم شعبي واسع. يجب أن يدرك كل مواطن جنوبي أن الوقوف إلى جانب بترومسيلة هو وقوف إلى جانب المستقبل. إن الحراك الشعبي في دعم السيطرة على الموارد النفطية، ومطالبة الجهات المعنية بالشفافية والإدارة الكفؤة لهذه الموارد، يشكلان ضغطا كبيرا على القوى التي تحاول إفشال هذه الجهود.
الخلاصة
إن المعركة الاقتصادية النفطية التي يخوضها الجنوب تمثل أقوى وأهم معركة لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية، واستعادة الوطن من أيدي الفاسدين الذين نهبوا ثرواته لعقود. الوقوف إلى جانب بترومسيلة، ودعم الجهود الوطنية لاستعادة السيطرة على قطاع النفط، هو واجب وطني على كل جنوبي.
فلتكن هذه المعركة نقطة التحول التي يعيد فيها الجنوب كتابة تاريخه، ويضع حدا لحقبة طويلة من الاستغلال والنهب، وليبدأ عهد جديد تكون فيه ثروات الجنوب لأهله، ولتنمية وطنهم، لا أداة لتمويل الفوضى وإضعاف الحق الجنوبي المشروع.