أبناء يافع: بين الإنجازات الخيرية والطموح التنموي
![أبناء يافع: بين الإنجازات الخيرية والطموح التنموي](https://hadathalyawm.com/uploads/images/202502/image_750x_67ac9558b6a84.jpg)
حدث اليوم - مقال ▪️ حسين الشنبكي
لا شك أن أبناء يافع قد كتبوا تاريخًا مشرفًا في مجال العمل الخيري والإنساني، حيث أثبتوا عبر السنوات أنهم قادرون على تجاوز الحدود الجغرافية والاجتماعية لمد يد العون لمن يحتاجها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك نجاحهم في جمع أكثر من 15 مليون ريال سعودي من أجل عتق رقبة، وهو إنجاز يُحسب لهم ويُشهد به على نبل أخلاقهم وسموّ قيمهم الإنسانية. هذه الروح العطاءة التي يتمتع بها أبناء يافع هي دليل على وعي مجتمعي عميق وإيمان راسخ بأهمية التكافل الاجتماعي.
لكن، وبينما نحتفي بهذه الإنجازات الخيرية الكبيرة، يبرز سؤال مهم: لماذا لا يتم توجيه جزء من هذه الجهود والإمكانيات نحو بناء مشاريع تنموية كبرى تُحدث نقلة نوعية في منطقة يافع؟ لماذا لا نرى جامعة يافع التي تُخرّج أجيالًا متعلمة وقادرة على قيادة المستقبل؟ أو مستشفى ضخمًا يوفّر خدمات صحية متطورة لأبناء المنطقة؟ أو معهدًا تقنيًا يُعدّ الشباب اليافعي لسوق العمل بمنهجية عصرية؟
إن العمل الخيري هو أمرٌ نبيل ولا غنى عنه، لكنه يجب أن يكون جزءًا من رؤية أوسع تُعنى بالتنمية المستدامة. فبناء المشاريع التنموية الكبرى ليس مجرد ترفٍ أو رفاهية، بل هو استثمار في المستقبل، وهو الضامن الحقيقي لتحقيق الرفاهية والاستقرار لأبناء يافع. الجامعات والمستشفيات والمعاهد التقنية ليست مجرد مباني، بل هي أدوات لصناعة الإنسان، وتمكينه من أن يكون فاعلًا في مجتمعه، وقادرًا على الإسهام في بناء وطنه.
لذلك، نوجه نداءً لأبناء يافع: لقد أثبتتم أنكم قادرون على تحقيق المعجزات عندما تتوحد الجهود وتتكاتف الأيدي. فلِمَ لا تتوجهون بهذه الطاقة نحو بناء مشاريع تنموية كبرى؟ لماذا لا نرى حملات تبرع لجمع الأموال لبناء جامعة يافع، أو مستشفى متخصص، أو معهد تقني يُعدّ الشباب لمستقبل مشرق؟ هذه المشاريع ليست مجرد أحلام، بل هي أهداف قابلة للتحقيق إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة.
إننا نؤمن بأن أبناء يافع قادرون على تحقيق هذه الطموحات، فهم يمتلكون الإمكانيات المادية والبشرية، وهم يمتلكون أيضًا الإرادة التي لا تعرف المستحيل. فلنعمل معًا على تحويل هذه الرؤى إلى واقع ملموس، ولنجعل من يافع نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري والتنموي على حد سواء.
في الختام، نحيي أبناء يافع على ما قدموه من أعمال خيرية جليلة، ونطالبهم بأن يوجهوا جزءًا من هذه الجهود نحو بناء مشاريع تنموية كبرى تُحدث نقلة نوعية في المنطقة. فالمستقبل يبدأ اليوم، وأبناء يافع قادرون على صناعته بأيديهم.