النوبي... القائد العسكري الذي لا ينثني عن واجبه الوطني ومهامه العسكرية
![النوبي... القائد العسكري الذي لا ينثني عن واجبه الوطني ومهامه العسكرية](https://hadathalyawm.com/uploads/images/202502/image_750x_67ae40314600c.jpg)
حدث اليوم - كتب - عبدالرقيب السنيدي
في هذه السطور المتواضعة وبهذه الكلمات المعبرة، كانت بداية حديثي عن هامة عسكرية وقيادية واكبت مراحل عديدة، كانت في مقدمة الصفوف في مختلف الجبهات ضد المليشيات الحوثية والعناصر الإرهابية الإخوانية، سجل اسمه بكل كبرياء مع الصف القيادي الأول، كواحد من الذين حملوا أكفانهم بأيديهم في سبيل الدفاع عن الجنوب وسيادة أرضه.
إنه القائد العميد مختار النوبي، قائد محور أبين القتالي قائد اللواء الخامس، الذي كان لي الشرف أن أكون معه في محطات عديدة في معارك التنظيمات الإرهابية على امتداد مناطق أبين، وصولاً إلى أوكار تلك العناصر في أبعد المناطق النائية، التي اتخذتها تلك العناصر معسكرات لتنفيذ عملياتها الإرهابية في مناطق محافظة أبين. كان نعم القائد ونعم الرفيق الذي يتقدم الصفوف في كل مفاصل المعارك مع رفاق دربه من القيادات الجنوبية الذين استلهمنا منهم تلك المواقف البطولية بكل عزيمة وإصرار، في التصدي للمليشيات الحوثية والإخوانية والإرهابية والدفاع عن حياض الوطن والتضحية من أجله في مراحل سجلها التاريخ في أنصع صفحاته.
كانت سنوات الحرب التي خاضها مع أبطال القوات الجنوبية منذ توليه قيادة محور أبين، وفي قيادة العديد من الحملات العسكرية، كافية بأن يكون واحداً من الرموز والقادة الشجعان، الذين أثبتوا وجودهم في كل معارك الذود والاستبسال والتضحية لأجل عزة وكرامة الوطن، ليؤكد أنه القائد الذي يعمل بعيداً عن أضواء الإعلام والتلميع. يكفيه شرفاً ثقة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية في توليه مهام قيادة محور أبين، التي أبت قوى الاحتلال إلا أن تجعل تلك الجبهة مشتعلة ونقطة ارتكاز لتنفيذ مخططاتها التآمرية على شعب الجنوب من بوابة أبين.
كان من أوائل طلائع الحراك الجنوبي والمقاومة الباسلة الذين رفضوا الذل والهيمنة ورفضوا تواجد قوات الاحتلال اليمني، مشاركاً في معارك تحرير العند وتطهير محافظة لحج من العناصر الإرهابية، التي تعرض حينها إلى إصابات خطيرة نقل على إثرها للعلاج إلى خارج الوطن. بالإضافة إلى علاقاته الواسعة كشخصية اجتماعية وقبلية لها ثقلها الكبير، التي مثلت مكانته التدخل في حل العديد من القضايا العالقة بين القبائل، ولا سيما دعمه السخي لذوي الاحتياجات والشباب في إقامة العديد من الفعاليات والبطولات الكروية.
ليس مدحاً بشخصية القائد النوبي، ولكن ما نود إيضاحه لكل المتخاذلين، أن للجنوب قادة عسكريين وأمنيين كانوا وما زالوا على العهد والوعد الذي قطعوه على أنفسهم ماضون، بما عاهدوا الله عليه. فمن تلك المواقف تعلموا فنون القتال وكسر خشوم الأعداء والتضحية لأجل الوطن، وأثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أنهم أقوى من خريجي أعلى الكليات العسكرية والأكاديميات الحربية، بما اكتسبوه من تجارب قتالية وفنون عسكرية في كل المعارك التي خاضها الأبطال في جبهات القتال ومواقع الشرف والنضال، دفاعاً عن الأرض والعرض والدين.