الانتقالي والهندسة السياسية في الجنوب: مبادرة لأجلك يا أبين أداة لبناء النفوذ والتماسك الداخلي
حدث اليوم - كتب - محمد ناصر مبارك
يُعد تدشين مبادرة لأجلك يا أبين حدثًا يجسّد تفاعلًا للأبعاد السياسية والأمنية والاجتماعية في محافظةأبين على الخصوص والجنوب بشكل عام. فمن الناحية السياسية، تسعى المبادرة إلى ترسيخ شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي وتعزيز حضوره كمرجعية فاعلة في المحافظة، وذلك من خلال استعراض دعم رئيسه عيدروس الزبيدي المباشر، والحرص على إبراز التكامل بين المستويين المركزي والمحلي في تنفيذها، مما يعكس جهد موجه لبناء هيكل حكم متناسق.
وتمثل المبادرة محاولة متعددة الأبعاد لمواجهة التحديات الأمنية والفكرية في أبين، تجمع بين البُعد الأمني عبر التنسيق مع الحزام الأمني، والبُعد السياسي عبر شرعية المجلس الانتقالي ودعم القيادة، بالاضافة الى البُعد الديني والاجتماعي عبر الخطاب المعتدل وإشراك المؤسسات الدينية.
أما على الصعيد الأمني والفكري، فإن الربط الواضح بين المبادرة ومعركة الحسم العسكرية يشير إلى إستراتيجية شاملة تدمج بين جبهة المواجهة الميدانية والجبهة التوعوية الثقافية.
وقد حددت التصريحات الرسمية للمتحدثين العدو بوضوح بالفكر المتطرف المسيّس والإرهاب القادم من شمال اليمن، مع التركيز على نهج وقائي طويل المدى يستهدف بناء الإنسان وإعادة الوعي، مما يتجاوز رد الفعل الأمني المؤقت.
وفي الجانب الاجتماعي والديني، تكشف المبادرة عن سعي لضم المؤسسة الدينية التقليدية مثل مكتب الأوقاف ضمن جهودها، بهدف كسب وتعزيز شرعية المجلس الانتقالي وتعزيز خطاب وحدة الصف الجنوبي والتماسك الاجتماعي.
من ناحية أخرى، يسعى التحالف المنفّذ للمبادرة الذي يضم جهات عسكرية وسياسية ودينية، إلى الكشف عن نموذج تعاون غير تقليدي لمواجهة التحديات المشتركة، أبرزها التوتر الضمني بين المؤسسات الدينية التابعة لأطراف سياسية مختلفة.
والاهم من ذلك، يعكس تزامن إطلاق المبادرة مع عمليات عسكرية نشطة، رؤية متكاملة تجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة. وتهدف رسالة المبادرة داخليًا إلى تعزيز شرعية المجلس الانتقالي وكسب التأييد، وخارجيًا إلى تقديم صورة عن مقاربة شاملة لمكافحة التطرف.









