ثقافة لحج.. ابداع وامكانيات شحيحة

حدث اليوم - مقال ▪️ محمد السوكه

نعم.. خلال زيارتي لمحافظة لحج مؤخراً.. قادتني قدماي لمكتب الثقافة، ذاك المكتب الذي كان بالامس يعج بالمبدعين بشتى المجالات الثقافية والابداعية.. تستمتع لصوت الآلات الموسيقية والالحان الجميلة بصوت نجوم الطرب اللحجي

التقيت بالاستاذ باسل فيصل علوي مدير عام مكتب الثقافة، وجدته جالساً على كرسيه وحوله عدد من الموظفين، ولم اسمع تلك الاصوات الفنية التي كنت اسمعها سابقاً.. دار بيننا الحديث عن وضع الثقافة اللحجية.. تنهد بشكل عميق يدل على ان هذا الشاب الفنان ابن الفنان اليمني الكبير الذي ذاع صيته بكل المعمورة.. رد بنبرة حزينة ومؤلمة.. النشاط الثقافي يتطلب امكانيات مادية لكي تعود لحج لسابق عهدها

فعلاً كان صادقاً الاستاذ باسل.. انه في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد تراجعت الثقافة، واصبحت الاحتفالات مقتصرة على الاعراس(المخادر).. الامكانيات المادية غائبة، لا رواتب ولا مكافأت ولا امتيازات.. فكيف سيولد الابداع

وعن دعم السلطة المحلية، والمركزية للثقافة.. قال: السلطة المحلية تقدم حسب امكانياتها.. وهنا نقول بامانة ان سيادة اللواء الركن احمد عبدالله التركي محافظ المحافظة، واخيه نائب المحافظ الامين العام يقدمون قدر ما يستطيعون.. لكن وزارة الثقافة غائبة عن تقديم اي دعم، مما جعلنا عاجزين عن اقامة اي نشاط

باسل فيصل علوي.. شاب فنان مثقف متعلم.. لديه طموحات وامال كبيرة، لكنها تصطدم بواقع مرير.. حتى الشركات ورجال المال والاعمال لا يقدمون اي دعم للنشاط الثقافي، وان هناك عدد من المبدعين مصابون بعاهات اقعدتهم على الفراش نعجز عن تقديم اي مساعدة مالية لهم.. سوى ما يقدمه سيادة المحافظ.. والذي لم يخذلنا يوماً

اخيرا.. غادرت مكتبه وانا اشعر بألم وحسرة على ما وصلت اليه الثقافة اللحجية.. لحج الطرب والنغم الجميل الذي صال وجال بشتى المعمورة.. اليوم يتراجع، والاغاني اللحجية سطى عليها من قبل فناني دول الجوار، وذلك لعدم قيام وزارة الثقافة بدورها بمتابعة ومقاضاة المعتدين على الاغاني اللحجية.. وسيكون لنا لقاء قادم مع مدير عام الشباب والرياضة اللحجية لاحقاً.. وللحديث بقية ان كان للعمر بقية.. وبس..