ما بعد الثورات

ما بعد الثورات

حدث اليوم - مقال ك محمد عبدالله رويس

في أحد فصول رواية مزرعه الحيوان الرائع جورج اوريل

وبعد أن نجحت الحيوانات في ثورتها على« السيد جونز»

واصبحت لها القيادة دون غيرها من الحيوانات نظراً لأنها كانت أكثر ذكاء..قررت الخنازير تقليص حصص طعام الحيوانات,واحتكارها دون باقي الحيوانات بشرب اللبن وأكل التفاح ،ومع احتكارها السلطة، فإنها لم تتخلى عن استخدام الدعاية الإعلامية للترويج «للقرارات المصيرية» التي سوف تحقق الخير والرخاء للجميع في الغد. ولذلك خطب الخنزير القائد قائلا:

"من أجلكم أنتم نشرب نحن اللبن ونأكل التفاح!

إلا تعلمون ما الذي يحدث لكن إذا ما فشلت الخنازير في مهامها

أن جونز يعود ثانية!!!نعم،جونز بنفسه ايها الرفاق،من منكم أيها الرفاق يرغب بعودته".

ولذلك فقد أسرعت في الموافقة على قرار الخنازير بتقليص حصص الطعام".

‌الدرس الاول

_فساد الثورات على يد قادتها،وفساد الدول على يد حكامها.

_ان الدعاية الإعلامية هي وسيلة لا تقل أهمية عن القوة بل إن تأثيرها اكبر ضرر وانتشار عندما تستخدمها السلطات الفاسدة لأقناع المواطنيين« بقرارات » تمس معيشة المواطنين بشكل مباشر ،فقرار تقليص الطعام عن الحيوانات، إذا قلنا بأنها 

«سياسة تقشفية للدوله» سيكون مقبول لانه يهدف إلى ترشيد الإنفاق الحكومي لإصلاح مكامن الخلل والفساد وهو ما سيحقق في المستقبل تحسن ملحوظ على مستوى حياة المواطنين.

لكن الواقع يقول إن المطلوب منه تقديم التنازل هو الشعب المغلوب على أمره وهو الجائع في الأساس.

‌الدرس الثاني

_خوف الحيوانات يحاكي خوف الشعب أحيانا من عودة الماضي وهذا ما يجعلها تتنازل عن حقها في الحاضر من أجل أوهام الغد الأفضل.

_السلطة الفاسدة والعاجزة تحاول دائما صناعة «عدو وهمي»

لأجل إلقاء اللوم وتحميل مسئولية اي فشل وعجزه برقبته.

وكل هذا لأ يعفيها من مسؤوليتها الكامله عن كل ما آلت إليه الأوضاع من فساد ،قاد إلى استمرار معاناة المواطنين بشكل أو بآخر.

_الابقاء على شعله الأمل في قلوب "الحيوانات في الرواية 

كما هو حال للشعوب المغلوبة _وشعبنا في أولهم_هو الهدف من أجل هذا الدعاية والترويج الذي يسبق ويرافق صدور أي قرارات مصيرية لاي سلطة سياسية.(قرار تقليص الطعام والذي حاز موافقة الحيوانات في «الرواية» كما يحاز على موافقة الشعب في الواقع قائم على «الخوف والرجاء»

الخوف من عودة الماضي والرجاء في مستقبل أفضل.

‌الدرس الثالث

_ان الواقع المرير والمعاناة التي يعيشها الشعب قد وصلت إلى درجة تتشابه فصولها فصول رواية مزرعه الحيوان الرائع جورج اوريل.

_ان الحكومة الشرعية في الوقت الذي يفترض أنها قامت لأجل تصحيح مسار الشرعية من أجل إنهاء إنقلاب الحوثي وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدماتية للمواطنين في مناطق سيطرتها،ولكن شيئ من هذا لم يحدث.

وان الأهداف التي من أجلها تمت إجراءات نقل السلطة من الرئيس هادي_ والتي لأ يعلم ظروف وتفاصيلها_ لم يتحقق اي تحسن ملحوظ فيها سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري.

_اننا كنا نعاني من فساد في رأس هرم الدولة والسلطة

فإذا بنا اليوم نعاني من فساد مجلس قيادي وبدل أن كأن لنا رئيس واحد أصبحنا نملك ثمانية،فلا نحن امهلنا الأول ولا نحن استفدنا من الثمانية (مجلس القيادة الرئاسي).

_مالذي تغير في حياة المواطنين بعد مرور سنه وسبعه أشهر من تولي الحكم للمجلس القيادة الرئاسي،غير أنهيار سعر الصرف للعملة الوطنية حيث وصل إلى 403ريال سعودي و 1580 للدولار وهذا وحده كافي بأن يجعل من تبقى من الشعب أمام مجاعة حقيقة أكثر من التي عاشتها باقي الحيوانات «في رواية مزرعه الحيوان لجورج اوريل»

.