أكرم مقبل يكتب..الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن.. ملحمة سطرها الأبطال بدمائهم

حدث اليوم/بقلم/أكرم قاسم مقبل
تحلُّ علينا اليوم ذكرى السابع والعشرين من رمضان، اليوم الذي سطّرت فيه عدن وأبناؤها ومعهم أبطال الجنوب واحدة من أعظم الملاحم البطولية في تاريخ النضال. يومٌ خطّ فيه الأحرار ملامح النصر، وسُطّرت فيه بدماء الشهداء ملحمةٌ ستظل خالدةً في صفحات التاريخ. كان ذلك اليوم إعلانًا واضحًا للعالم أن الجنوب لن يقبل الذل، ولن يستكين للغزاة والمحتلين.
عدن من نار الغزو إلى وهج الانتصار
منذ اللحظة الأولى، كانت عدن هدفا رئيسًا لمليشيات الحوثي التي أرادت إخضاعها بالقوة، لكنها واجهت صمودًا أسطوريًا من أبنائها الأحرار. رغم قلة السلاح، وشراسة الحصار، وشدة القصف، رفضت عدن الاستسلام، ووقف رجالها ونساؤها صفًا واحدًا في معركة الكرامة.
كان السابع والعشرون من رمضان 2015 نقطة التحول الكبرى، ففي تلك الليلة المباركة انكسرت شوكة الحوثي في عدن، واندحر آخر جنوده من المدينة، لترتفع رايات النصر فوق أرضها التي قاومت الغزو بشرف وبطولة.
الضالع.. شعلة التحرير الأولى
قبل تحرير عدن، كانت محافظة الضالع أول المحافظات الجنوبية التي كسرت شوكة الحوثي، وحققت أول انتصارٍ في معركة التحرير. ففي 25 مايو 2015، سطر أبناء الضالع أروع ملاحم الصمود والتحدي، حيث خاضوا معارك شرسة، ورفضوا الانكسار، مقدمين التضحيات الجسام.
كان تحرير الضالع الشرارة التي أوقدت جذوة المقاومة في بقية المحافظات، وألهمت أبطال الجنوب للاستمرار في معركة التحرير، حتى تحقق النصر الأكبر في عدن وبقية مدن الجنوب.
المحافظات الجنوبية.. قلاع الصمود والتحرير
لم يكن تحرير عدن حدثًا منفصلا، بل كان جزءًا من ملحمة تحررية متكاملة، امتدت إلى لحج، أبين، شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى، ليثبت أبناء الجنوب أنهم جسدٌ واحد، وإرادة واحدة، أمام كل محتلٍ أو غازٍ.
وبدعم سخي من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تحوّل الجنوب إلى حصنٍ منيع ضد المشروع الإيراني، وكانت الغارات الجوية والدعم العسكري حجر الأساس في معركة التحرير، حيث امتزج الدم الجنوبي بدماء الأشقاء في التحالف، في ملحمةٍ من الوفاء والتكاتف العربي.
((أبطال سطروا المجد بدمائهم))
لقد دفع أبناء عدن خاصة والجنوب عامة أغلى الأثمان في سبيل الحرية، حيث ارتقى آلاف الشهداء وسقط آلاف الجرحى، في معركةٍ لم تكن مجرد قتال، بل كانت تحديًا للظلم واستبسالًا في سبيل الأرض والكرامة.
وفي هذه الذكرى العظيمة اليوم ، نقف إجلالاً وعرفانا لأولئك الأبطال الذين خطّوا بدمائهم طريق الحرية، ونذكر البعض منهم:
الشهيد القائد علي ناصر هادي
اللواء أحمد سيف اليافعي
الشهيد جعفر محمد سعد
القائد عمر سعيد الصبيحي
اللواء صالح الزنداني
الشهيد محمد صالح طماح
القائد سامح الحسني
القائد أيمن العقربي
البطل هاشم السيد اليافعي
كما نُحيي الأبطال المجهولين من أبناء الجنوب والتحالف العربي، الذين امتزجت دماؤهم بتراب الجنوب، وكانوا سندًا في أصعب اللحظات، وأشقاءً أوفياء في معركة المصير المشترك.
عدن مدينة السلام التي تأبى الانكسار
اليوم، وبعد عشر سنوات على التحرير، تقف عدن شامخةً رغم التحديات. لكن المعركة لم تنتهِ بعد، بل تحوّلت إلى معركة البناء والاستقرار، معركة استعادة المكانة التي تستحقها هذه المدينة العريقة، التي كانت منارة للحضارة والتجارة والثقافة، والتي يجب أن تبقى عاصمة للسلام والحرية، بعيدًا عن الصراعات والفوضى.
إن تحرير عدن لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصارا للإرادة، ودليلًا على أن الشعوب لا تهزم إذا امتلكت العزيمة والإيمان بعدالة قضيتها.
في هذه الذكرى، نُجدد العهد بأن نبقى أوفياء لدماء الشهداء نحمي الجنوب من أي تهديدات.،،ونسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
و نعمل على حماية مكتسبات النصر، وألّا نسمح بعودة أي احتلال مهما كان شكله.
وفي الاخير ...أختم حديثي بكل فخر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والرحمة لمن وهبوا أرواحهم فداء للوطن والشفاء للجرحى
والحرية والكرامة لأبناء الجنوب الأحرار.