أسبوع في الجحيم.. أبين بلا كهرباء تحت لهيب الصيف ومعاناة الأطفال تروي فصول الألم

حدث اليوم - أبين - خاص ▪️ تقرير
تُكمل محافظة أبين أسبوعها الأول دون كهرباء، في ظل موجة حر قاسية تلامس 40 درجة مئوية، وسط صمت حكومي يكرّس حجم العجز، وواقع خدمي منهار يحمّل المواطن تبعات الفشل الرسمي المتكرر.
الحرارة الخانقة حولت المنازل إلى أفران مغلقة، فيما ترك انقطاع الكهرباء بصماته المؤلمة على الأطفال تحديدًا، حيث انتشرت الأمراض الجلدية في عدد من المناطق، متسببة بجروح واضحة وآلام مضاعفة، في غياب شبه تام للخدمات الصحية أو أي استجابة طبية عاجلة من الجهات المختصة.
وبينما تصارع الأسر لتأمين الحد الأدنى من الراحة، لجأ الكثيرون إلى شراء قوالب الثلج لتبريد المياه أو تخفيف وطأة الحر على أطفالهم، غير أن هذه الحاجة الأساسية تحوّلت إلى سلعة باهظة الثمن، بعدما ارتبط سعرها بسوق الدولار. وتحكم عدد محدود من التجار بسوق الثلج دون رقابة، ما فاقم من استغلال المواطنين في لحظة عجز وانهيار.
وفي تصريح أحد المواطنين لـ"حدث اليوم"،
قال: "أطفالنا ينامون على الجراح، لا كهرباء، لا ماء، ولا دواء.. قالب الثلج أصبح يُباع بسعر خيالي، والجهات الرسمية في سبات. من يدّعون تمثيلنا يعيشون في قصور الخليج، بينما نواجه نحن الموت بالصمت."
عدد من المواطنين أعربوا عن سخطهم حيال ما وصفوه بـ"الخيانة المتكررة" من قبل الحكومة والمجلس الرئاسي، الذين يقيمون في الفنادق والقصور، بينما يذوق الشعب ويلات العطش والمرض والحر.
وبينما لا تزال الأفق مسدودة أمام أي حلول عاجلة، يرى مراقبون أن ما يحدث في أبين هو انعكاس واضح لفشل منظومة السلطة الشرعية، التي تقف عاجزة حتى عن توفير أبسط الحقوق الأساسية، في وقتٍ يتسع فيه الشرخ بين المواطن الجنوبي والدولة التي خذلته مرارًا.
في النهاية، لا يبدو أن معاناة أبين ستنتهي قريبًا، فالأيام تمضي والحرارة تزداد، فيما تُرك المواطن يواجه مصيره بين الجفاف والمرض، في مشهد يتكرر كل صيف، وكأن الجنوب يُكتب عليه أن يعيش العتمة والخذلان بلا نهاية