إسرائيل تضرب سفينة ”جلاكسي ليدر“ في البحر الأحمر عقب تحويلها منصة لإدارة العمليات الحوثية

عدن – "حدث اليوم"
في تطور عسكري يُنذر بتصعيد غير مسبوق في البحر الأحمر، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية، مساء السبت 6 يوليو 2025، سلسلة ضربات جوية مركّزة استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في محافظة الحديدة اليمنية، كان من أبرزها استهداف سفينة الشحن المحتجزة "جلاكسي ليدر"، التي استخدمها الحوثيون منذ أشهر كمنصة عمليات بحرية في نطاق البحر الأحمر.
وأكدت مصادر عسكرية وإعلامية متطابقة أن الضربة الجوية نفّذتها طائرات مقاتلة إسرائيلية، استهدفت عبرها السفينة الراسية قبالة سواحل رأس عيسى شمال الحديدة، بالإضافة إلى مواقع لتجميع الطائرات المسيّرة وأنظمة الرصد البحري، والتي قالت إسرائيل إن الحوثيين استخدموها في استهداف خطوط الملاحة الدولية.
خلفيات العملية.. السفينة في قبضة الحوثيين منذ نوفمبر 2023
سفينة "جلاكسي ليدر" – وهي ناقلة سيارات ترفع علم جزر البهاما ومملوكة لشركة مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي – كانت قد تعرّضت لعملية قرصنة جوية نفذتها جماعة الحوثي في 19 نوفمبر 2023، بعد إنزال مسلح على متنها من طائرة مروحية. ومنذ ذلك الحين، استخدمتها الجماعة كأداة دعائية وعسكرية، ورفضت إطلاق سراح طاقمها إلا بعد وساطات أممية مطوّلة.
وكشفت تقارير استخباراتية غربية أن الحوثيين حولوا السفينة إلى قاعدة بحرية متنقلة، مزودة برادارات متقدمة ساعدتهم في تتبع حركة السفن التجارية وشنّ هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ بحرية على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
أهداف الضربة ورسائلها
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الضربات الجوية جاءت ضمن عملية "الردع البحري"، وأنها استهدفت منشآت عسكرية حوثية استخدمت لمراقبة وتنفيذ هجمات على سفن مدنية وتجارية، مشيراً إلى أن السفينة "جلاكسي ليدر" تحولت إلى جزء من البنية التحتية الإرهابية، بحسب وصفه.
واعتبر مراقبون الضربة بمثابة رسالة استراتيجية مزدوجة:
1. لإيران وحلفائها بأن إسرائيل ستستهدف أي أداة تُستخدم ضد مصالحها.
2. وللمجتمع الدولي، بأنها قادرة على فرض معادلات جديدة في المياه الإقليمية اليمنية.
ردود الفعل والتداعيات
من جانبها، لم تعلّق جماعة الحوثي بشكل رسمي على استهداف السفينة، إلا أن وسائل إعلام تابعة لها تحدثت عن "اعتداء صهيوني مباشر" على سيادة اليمن، في حين رُصد إطلاق صاروخين باليستيين فجر الأحد تجاه إسرائيل من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.
دول عربية وغربية أعربت عن قلقها من تطور العمليات العسكرية إلى المياه الإقليمية، وحذّرت من أن هذا التصعيد قد يُهدد أمن الملاحة العالمية في واحد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، وسط دعوات لضبط النفس وتحكيم القانون الدولي.
البحر الأحمر في عين العاصفة
الضربة الجوية التي دمّرت السفينة "جلاكسي ليدر" تمثل تحولاً نوعياً في قواعد الاشتباك، حيث وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها ليشمل المياه الإقليمية اليمنية، ما يضع البحر الأحمر على حافة صراع إقليمي مفتوح قد يتجاوز كل الخطوط الحمراء، ويزيد من تعقيد المشهد في ظل الحرب المستمرة في غزة وتوسّع التهديدات في المحيط الإقليمي.