وقاحة البنك المركزي.

وقاحة البنك المركزي.

حدث اليوم - كتب - سالم سمٌن

 العملية غير البرئية التي قام بها الصرافون في الأيام الماضية لن تكون بالشيء الجديد، فالمواطن قد خبرهم وخبر أعمالهم الإجرامية التي لا تقل خطرًا عن أعمال مليشيات الحوثي والقاعدة الإرهابية، فجميعهم مصاصي دماء.

 عشر سنوات وهم يتلاعبون بقوت وأموال ومدخرات الشعب، 

عشر سنوات يبنون إمبراطورياتهم المالية والعقارية من دم وشريان المواطن. 

عشر سنوات وهم يتعاونون مع مليشيات الإرهاب الحوثية لإسقاط المشروع المقاوم للمليشيات في المناطق المحررة والجنوب من خلال إسقاط العملة الوطنية الريال وتشكيل حالة من الضغط الشعبي على حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لتشتيت الجهود المشتركة مع التحالف العربي لإسقاط نظام الانقلاب.

عشر سنوات وهم يتعاونون مع مركزي صنعاء لإفشال البنك المركزي والنظام المصرفي في الجنوب والمناطق المحررة بالتعاون مع كبار الشركات التجارية اليمنية صاحبة اليد الطولى في الاستيراد والتصدير. هؤلاء الهوامير والعصابات المافوية نحن لم نستغرب جميع تصرفاتهم السابقة واللاحقة، فالشعب يعرفهم ويعرف اللاعيبهم منذ ظهورهم مع ظهور المليشيات في العام 2015م. ولكن مع الإصلاحات المالية الأخيرة التي يقودها الأخ رئيس الوزراء سالم بن بريك والبنك المركزي اليمني بعد استعادة النظام المصرفي العالمي SWIFT، والتحكم بالسوق المصرفي في اليمن بشكل عام وتعافي الريال اليمني بشكل تدريجي أمام العملات الأجنبية، كل تلك المعطيات أعطت للشعب جرعة أمل وثقة كبيرة بالحكومة والبنك المركزي بعد أن غسل يديه بسبب حالة الفساد الذي أصبح صفة وسمة ومعيار لجميع المسؤولين في الحكومات المتعاقبة بعد الحرب.

غير أن رئاسة البنك المركزي خذلت الشعب في الأيام الماضية عندما تهاوى سعر الصرف إلى حوالي 250 ريال أمام الريال السعودي، واستبشر المواطن خيرًا مع صمت البنك المركزي عن ذلك وتفاءل الجميع واعتبر ذلك المرحلة الثانية للإصلاحات، وسارع ميسورو الدخل لصرف مدخراتهم من العملات الأجنبية، ولم يعلموا أن ذلك مجرد نوع من النصب والاحتيال من هوامير الصرافة بمباركة الهامور الأكبر البنك المركزي. والذي لم يتحرك إلا بعد مرور يومين ليصدر بيانًا أشبه بالفخ والشراك نصبه للصرافين معلنًا أن جميع العملات الأجنبية التي أخذها الصرافون في هذه العملية هي ملك للبنك المركزي بموجب اتفاق سابق مع هؤلاء الهوامير.

هذه الوقاحة للبنك المركزي من خلال بيانه هذا الذي يعتبره انتصارًا على وكالات الصرافة، وكأنه لا يعلم أن هذه الأموال التي يريد الاستحواذ عليها من خلال بيانه هي أموال المواطن المقلوب على أمره، حيث أصبح فريسة لعصابات أموال مقننة. لم يكتفِ البنك المركزي بالتحفظ على حقوق ومرتبات الموظفين وحسب، بل أصبح من خلال هذه العملية كبير هوامير الصرافين. أصبحت قيادة البنك المركزي منزوعة الثقة، وبالتالي قرار إقالة ومحاسبة إدارة البنك لابد من اتخاذه فورًا. إدارة البنك كانت على علم ومنذ اللحظة الأولى لما حصل وشراكتها منصوبة لتلك الصرافات، معتقدة أن ذلك يعد انتصارًا، في حين أن الحقيقة هي امتصاص أموال المواطن بشكل وقح وغير أخلاقي.

الأخ رئيس الوزراء سالم بن بريك، إقالة ومحاسبة إدارة البنك المركزي وتعيين إدارة أكثر نزاهة أمر لابد منه لتمضي الإصلاحات المالية بشكل صحيح، إن لم تفعلها اليوم ستندم عليها غدًا. 

سالم سمن.