لماذا الإرهاب السياسي متواجد في أبين؟

لماذا الإرهاب السياسي متواجد في أبين؟

حدث اليوم - مقالات - خاص ◾وليد الشرفي 

 نرجع إلى التسريبات المنسية من ذاكرة إدارة المستعمرات البريطانية عن أهم الاكتشافات في صحراء عدن أبين إلى منطقة شقرة من الساحل إلى الجبل.

 ففي الاربعينات من القرن الماضي أنشأت بريطانيا أدارة : هي عبارة عن اتحاد بين الفضلي واليافعي في أول تصالح وتسامح لهما بين السلطتين لتنتهي الفتنه القبلية في ما بينهم إلى الأبد في إدارة زراعة القطن لتغذية مصانعها في لندن 

وكانت تسمى هذه الأداة (أبين بورد) أي لجنة أبين وعملت أول مستشفى بأبين في منطقة المخزن وتعتبر منطقة متوسطة بين السلطتين وفي جعار عملت أول محلج للقطن طويل التيلة غرب جبل خنفر

 ثم تم بناء محلج الكود على أحدث طراز في تلك الفترة ويعمل إلى يومنا هذا ، كذلك نجح الانجليز في منطقة باتيس في إنشاء معمل صغير لقصب السكر إلا إنه توقف فجأة

 وقامت في الخمسينات بتنقيب عن النفط والغاز بأسلوب سري للغاية في الساحل إلى منطقة الدلتا وبعض العلمات عن حفر الأبار باقية الأطلال وقد صب عليها الاسمنت وهي شاهدة على حقبة من الزمن عن أهم الاستكشافات في منطقة الدلتا وهي باقية إلى يومنا هذا في شمال مدينة جعار والحصن وباتيس

 ولكن توقف التنقيب للحركة التحررية في الوطن العربي في تلك الفترة هذا حسب المعطيات والمعلومات من المجلات البريطانية  

ثم فترة السبعينيات من القرن الماضي حيث بدأت بعثات أجنبية للتنقيب عن المعادن والجبال الاسمنتية في حطاط وجبال يرامس وجبل الدرجاج في عهد الرئيس سالمين ، واوجد فيها ثورة زراعية وعمل في مدينة جعار صوامع الغلال وبدأت تجربة زراعة القمح وتمت بنجاح .

لكن الصراع بين الرفاق فقد كان الرئيس سالمين يميل كل الميل إلى التجربة الصينية والبعض يميل إلى الحزب الشيوعي السوفيتي 

وتم الغاء تجربة زراعة القمح الذي خطط لها الرئيس سالمين لكن عملاء المخابرات البريطانية من بين الرفاق كان لهم رأي آخر مع السوفيت وهو اثبات الولاء وظل الحال على ما هو عليه حتى قيام الوحدة 

ففي دولة العطاس طرح مشروع باستخراج الغاز من وادي حسان شرق مدينة زنجبار و إنشاء محطة توليد الكهرباء تعمل بالغاز لكن تم رفض الأمر من قبل الدولة العميقة بحزبيها المغلفين بالوطنية الأسرية الدخيلة على مجتمعنا . 

وبعد حرب 94 تم توزيع المساحات على قيادات الدولة العميقة بالكيلو متر من شرق عدن إلى منطقة شقرة إلا أن قوى قبلية تدعي ملكية الشريط الساحلي كانت الشبه بحجر عثرة أمام أحلام المستعمر الأسري الذي خطط لعقود من الزمن لنهب ثروات الجنوب عبر الانذل من عناصر حزبيهما الذين رضوا حياة الذل و عبودية الكراسي 

فهل ترى لهم من باقية ؟! وهم من أسس الفساد السياسي والإداري في مؤسسات الدولة ليتسنى للمستعمر نهب ثروات الجنوب عبر تلك الأجندة المستعبدة 

حتى عام 2009م بداء الانفلات الأمني في مديرية خنفر وبالذات مدينة جعار وهي بداية تنفيذ المخطط للاستخبارات الأمريكية عبر أجنحة المخابرات العربية في (عملية الضوء والفراش) للقضاء على عناصر تنظيم القاعدة في أبين عدن وهو المكان الذي خطط له عبر دراسات شرعية مستوحاة من الكتاب والسنة النبوية (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) عن صحة الحديث الصحيح عن عدن أبين

وهذا ما خططت له الدولة العميقة و المستعمر الأجنبي عبر منظمات الأمم المتحدة وعبر الشرك النفطية في الجنوب العربي الذين يأخذون النفط والغاز بربع السعر العالمي

لهذا السبب زرعت الفتن المناطقية الممقوتة في ابين و تم جلب الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش إلى أبين واعلم أخي القارئ الكريم أن أي منطقة توجد فيها ثروات من غاز أو بترول أو معادن تجد في هذه المناطق جماعات مسلحة مرتزقة أو متطرفة فكرياً

 إنه الفقر للجندي المجهول الذي جعل من العبيد الجدد اسياداً في مجتمع تحكمه المادة لماذا لا نجد هذه المجاميع أو الجماعات المتطرفة و المسلحة في محافظة اب أو تعز ؟؟.!!