الصحفي السنيدي… عينٌ جنوبية لا تنطفئ تعاني الألم وتحتاج إلى الوقوف إلى جانبها

الصحفي السنيدي… عينٌ جنوبية لا تنطفئ تعاني الألم وتحتاج إلى الوقوف إلى جانبها

حدث اليوم - كتب - أنور سيول

في حياة الصحفي الجنوبي لحظات فارقة تُختبر فيها الإرادة، وتتجلى الحقيقة القاسية لمهنة تتحول فيها الكلمة إلى معركة، والميدان إلى امتحان يومي للصبر والتحمّل، ولعل ما يمرّ به اليوم الصحفي الجنوبي عبدالرقيب السنيدي يجسّد هذه الحقيقة بكل تفاصيلها المؤلمة.

 السنيدي، الذي ظل لسنوات طويلة صوتاً حراً لا يهدأ، وعيناً لا تنطفئ وهي تلاحق الحقيقة في أصعب الظروف، والرجل الذي حمل هموم الجنوب قبل أن يحمل كاميرته، يواجه اليوم معركة من نوع آخر… معركة مع المرض، بعد إصابته بانزلاق حاد في العمود الفقري جعله طريح الفراش وأسيراً للألم.

لم يكن طريق السنيدي يوماً مفروشاً بالسهولة، فقد خاض عمله الصحفي في أصعب المراحل، وسط ظروف اقتصادية خانقة، وأوضاع أمنية ومعيشية تزداد تعقيداً، ومع ذلك، ظل متمسكاً برسالته، مدافعاً عن قضايا الجنوب، ناقلاً لآلام الناس وتطلعاتهم، ومؤمناً بأن الصحافة مسؤولية لا يمكن التخلي عنها مهما كانت التحديات.

اليوم يبدو المشهد مختلفًا وموجعًا، فالرجل الذي اعتاد التنقل بين الأحداث، حاملاً كاميرته ودفتره، أصبح ممددًا على سرير المرض يصارع آلام الانزلاق الفقري، حالته الصحية تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا وسفرًا للعلاج في الخارج، في وقتٍ تزداد فيه التحديات وتضيق الخيارات.

إن ما يمر به الصحفي عبدالرقيب السنيدي ليس مجرد حالة مرضية عابرة، بل هو امتحان لإنسانيتنا ووفائنا لقامة صحفية أفنت عمرها في خدمة الحقيقة ووطننا الجنوبي، إنه نداء مفتوح لكل الجهات المعنية، والمؤسسات الإعلامية، والقيادات الرسمية، والفاعلين في المجتمع…الوقوف إلى جانب هذا الصحفي المكافح وتقديم ما يمكن تقديمه لإنقاذه من أوجاعه.

ويبقى عبدالرقيب السنيدي واحداً من أبرز الأقلام الجنوبية التي لم تنطفئ في أحلك الظروف، وواجبنا اليوم أن نعيد النور إلى عينيه، وأن نمنحه حقه في العلاج والاهتمام والحياة.