واقع جديد يعزز أحقية الجنوب.. حضور سياسي وشعبي يفرض نفسه..تقرير

واقع جديد يعزز أحقية الجنوب.. حضور سياسي وشعبي يفرض نفسه..تقرير

حدث اليوم/تقرير/خاص

تُعدّ القضية الجنوبية واحدة من أقدم القضايا السياسية والحقوقية في اليمن، إذ يعود جذورها إلى ما بعد حرب 1994، لتتحول منذ ذلك الوقت إلى ملف محوري ليس على مستوى اليمن فحسب، بل في الاهتمام الإقليمي والدولي.

ومع تعاقب الأحداث وتطوراتها، ظل الجنوبيون متمسكين بحقهم في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم، مستندين إلى تاريخ سياسي واضح وواقع ميداني فرضته تضحيات كبيرة خلال العقود الثلاثة الماضية.

جذور تاريخية تُرسخ الأحقية

بدأت المطالب الجنوبية فعليًا بعد الوحدة اليمنية عام 1990، حين دخل الجنوب دولة كاملة السيادة إلى الوحدة وفق اتفاق مشترك.

غير أن حرب صيف 1994 شكلت نقطة تحول حاسمة، إذ أحكمت السلطة في صنعاء سيطرتها على الجنوب، وفرضت سياسات إقصاء واسعة شملت تسريح الآلاف من العسكريين والموظفين، إضافة إلى الاستحواذ على الممتلكات الحكومية والخاصة.

هذه الممارسات دفعت إلى تأسيس الحراك الجنوبي السلمي عام 2007، الذي رفع لأول مرة شعار “استعادة الدولة”، قبل أن يتوسع حضوره الشعبي على مستوى محافظات الجنوب كافة.

الواقع السياسي بعد 2015

أحداث 2015 وصمود القوات الجنوبية في مواجهة الحوثيين أعادا القضية الجنوبية إلى الواجهة الدولية بقوة.

ومع تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، ظهر كيان سياسي وعسكري منظم يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وقدرة على إدارة المحافظات المحررة، بدعم عربي من التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

كما مثّل اتفاق الرياض اعترافًا رسميًا من المجتمع الإقليمي بضرورة إشراك الجنوبيين في القرار السياسي، ما منح القضية الجنوبية شرعية إضافية ضمن مسارات الحل.

مرتكزات قانونية وسياسية داعمة

يرى خبراء القانون الدولي أن القضية الجنوبية تستند إلى مجموعة من الأسس القانونية والسياسية، أبرزها:

وجود دولة مستقلة قبل الوحدة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

دخول الوحدة برضا الطرفين، ما يتيح حق مراجعتها عند الإخلال بشروطها.

الانتهاكات الواسعة التي أعقبت حرب 1994، والتي تُعد مسوغًا قانونيًا لإسقاط اتفاق الوحدة.

وجود تقارير دولية وإقليمية تؤكد حق الجنوبيين في تقرير المصير.

الحضور الشعبي الواسع المؤيد لمشروع استعادة الدولة.

الموقف الشعبي

ما تزال محافظات الجنوب تشهد فعاليات جماهيرية متواصلة تجدد التأكيد على أحقية القضية الجنوبية، وتُبرز مدى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها المطالب المطروحة.

وتدل الحشود المتكررة في عدن، حضرموت، شبوة، أبين، وسقطرى على رغبة واضحة لدى الشارع الجنوبي في إدارة أرضه وصياغة مستقبله السياسي بعيدًا عن الصراعات التي أنهكت البلاد.

موقع القضية في مفاوضات السلام

مع تسارع الجهود الأممية لإطلاق عملية سياسية شاملة، تبرز القضية الجنوبية كملف لا يمكن تجاوزه.

فقد بات من الواضح أن أي اتفاق سلام لا يتضمن معالجة عادلة للقضية الجنوبية لن يكون قادرًا على تحقيق استقرار دائم.

وتشدد قيادة الجنوب على ضرورة مشاركة وفد جنوبي مستقل في المفاوضات النهائية للحل السياسي الشامل.

خاتمة

اليوم، تقف القضية الجنوبية في ذروة حضورها السياسي والشعبي، مستندة إلى تاريخ نضالي طويل وواقع ميداني قوي وحاضنة جماهيرية واسعة.

وفي ظل المرحلة المفصلية التي تمر بها اليمن، تبدو معالجة هذه القضية بشكل منصف وعادل خطوة حتمية نحو تحقيق سلام شامل ومستدام في البلاد.