الحييد يحقق الوحدة الوطنية الجنوبية في أبين ويصنع نموذجاً جنوبياً فريداً لمشروع استعادة دولة الجنوب
حدث اليوم - أبين - خاص
في خضم تدافع الأوراق السياسية المعقدة وتشابك الخيوط الإقليمية والدولية على الساحة اليمنية، تشهد المحافظات الجنوبية منعطفاً حاسماً تتجسد ملامحه ليس فقط في قاعات المفاوضات، بل على الأرض في شكل تحالفات مجتمعية وسياسية صلبة. وفي هذا المشهد الدقيق، برزت محافظة أبين كحالة استثنائية، نجح العميد سمير الحييد، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بالمحافظة، في صياغتها عبر إنجاز وحدوي وطني جنوبي لم تشهده من قبل.
فبعد دعوة واضحة وحثيثة وجهها العميد سمير الحييد من مخيم الاعتصام المفتوح لاستعادة دولة الجنوب للالتحاق بركب المشروع الوطني لاستعادة الدولة الجنوبية، لم يكتفِ الحييد بالخطاب السياسي، بل انطلق في عملية حثيثة وممنهجة لبناء تحالف واسع غير مسبوق. استطاع بحنكة سياسية وقدرة فذة على الحوار أن يوحد لأول مرة كرئيس للمجلس الانتقالي بالمحافظة قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها، إلى جانب قادة وكوادر الأحزاب السياسية، ومشائخ القبائل ونخبها المؤثرة، فضلاً عن ممثلي كافة أطياف ومكونات المجتمع الأبيني.
هذا الإنجاز، الذي يُوصف بالسبق التاريخي، لم يتحقق في هذه الصورة الشاملة لأي من قيادات المجلس الانتقالي السابقة، حيث استطاع الحييد تحويل أبين إلى نموذج عملي لوحدة الهدف الجنوبي، يتجاوز الخلافات الثانوية والانتماءات الضيقة ليرسخ فكرة البيت الجنوبي الجامع. لقد لف حول مشروع استعادة الدولة الشرعية للجنوب العربي، الذي يمثل العنوان الأكبر للمجلس الانتقالي الجنوبي، تحالفاً مجتمعياً واسعاً، صنع منه نسيجاً اجتماعياً متماسكاً وقادراً على التحرك بروح جماعية وقتما يشير الحييد ببنانه.
هذه الوحدة الوطنية الجنوبية الفريدة لم تكن لغاية احتفالية، بل لترجيح كفة الميزان السياسي والعسكري، وإعلاء سقف المطالب الجنوبية من موقع قوة وتماسك. لقد جعلت هذه الوحدة الوطنية الجنوبية الفريدة من أبين، بجغرافيتها الاستراتيجية وتنوعها الاجتماعي، حصناً منيعاً يصعب اختراقه أو النيل من قراره الموحد، ورسخت مكانتها كلاعب رئيسي ومركز ثقل لا يمكن تجاوزه في أي معادلة سياسية مستقبلية.
يُظهر نجاح نموذج أبين، بقيادة العميد سمير الحييد، أن معادلة القوة الجنوبية تبدأ من الداخل، عبر صناعة الإجماع المحلي وبناء الثقة بين مكونات الشعب. وهو أمر يضع مسؤولية كبيرة على عاتق القيادة الجنوبية العليا في المجلس الانتقالي لاستلهام هذه التجربة وتعميم روحها على بقية المحافظات، حيث تشكل الوحدة الوطنية الجنوبية الركيزة الأساسية لأي تفاوض ناجح أو خطوة سياسية قادمة نحو تحقيق طموح الشعب الجنوبي في إستعادو دولته الجنوبية وعاصمتها عدن.
محمد ناصر مبارك









