المجلس الانتقالي .. فرص إعلان الدولة و أبرز التحديات والسيناريوهات المحتملة

تقرير /رياض منصور 

التطورات الأمنية والعسكرية الأخيرة في الجنوب العربي وخاصة سيطرة القوات الجنوبية على حضرموت والمهرة، والحملة الجارية ضد تنظيم القاعدة في أبين لها تأثيرات مباشرة وعميقة على فرص " الاستقلال الجنوبي الثاني " .

وهنا نناقش أبرز التأثيرات في تحقيق الجنوب العربي دولته المنشودة وكذا بعض التحديات التي ستواجه المجلس ويجب عليه حلها .

عوامل تعزز فرص الاستقلال :

فرض السيطرة على الأرض: 

السيطرة على محافظات استراتيجية مثل حضرموت والمهرة تعني أن الجنوب بات يمتلك زمام المبادرة على الأرض، وهو شرط أساسي لأي مشروع استقلالي.

تحييد الجماعات الإرهابية : 

الحملة ضد القاعدة في أبين تعزز من صورة الجنوب كقوة قادرة على محاربة الإرهاب، ما يمنحه شرعية دولية أكبر . 

توحيد القرار الجنوبي : 

التقدم العسكري يعزز من موقف المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية وعسكرية موحدة، ما يقلل من الانقسامات الداخلية التي كانت تعيق مشروع الاستقلال.

زوال نفوذ ما يسمى بحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا في المناطق الجنوبية قد يُفسر كفشل في إدارة الجنوب، ما يدعم مطالب الاستقلال و إعلان الدولة الجنوبية ..

ونذكر بعض التحديات التي يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي حلها لنيل الاستقلال وإعلان الدولة الجنوبية

الاعتراف الدولي: 

رغم السيطرة الميدانية على جميع مناطق الجنوب العربي ، لا يزال الاعتراف الدولي بدولة جنوبية مستقلة غير موجود حاليا، بسبب تمسك دول بوحدة اليمن .

الانقسام الجنوبي الداخلي: 

لا تزال هناك بعض الاصوات أو قوى جنوبية خارج إطار المجلس الانتقالي، وقد تعارض بعض هذه القوى الاستقلال و تطالب بتمثيل أوسع لغرض تحقيق مصالح ومطامع شخصية.

الضغوط الإقليمية والدولية: 

بعض الدول الإقليمية قد ترى في استقلال الجنوب تهديدًا لمصالحها أو توازناتها، ما قد يؤدي إلى تدخلات مباشرة أو غير مباشرة.

الملف الاقتصادي: 

بناء دولة مستقلة يتطلب بنية تحتية اقتصادية قوية، وهو ما يزال تحديًا في ظل تدهور الخدمات وغياب مؤسسات الدولة.

وسيبقى أمام المجلس الانتقالي عدد من السيناريوهات المحتملة : 

1- الاستقلال التدريجي: 

عبر مفاوضات سياسية تستخدم فيها عامل الأرض كورقة رابحة ، و قد يتم التوصل إلى صيغة فيدرالية أو كونفدرالية تمهد للاستقلال.

2- فرض الأمر الواقع: 

من خلال سيطرة المجلس الانتقالي على جميع الاراضي الجنوبية ، قد يُعلن الاستقلال من طرف واحد، وهنا سيكون للسياسة الخارجية للمجلس دور في غاية الأهمية للحصول على الاعتراف الدولي .