أبين: أمسية شعرية موسيقية للمايسترو علي محمد عبيد.. إبداع متعدد وعطاء فنّي لا ينضب

أبين: أمسية شعرية موسيقية للمايسترو علي محمد عبيد.. إبداع متعدد وعطاء فنّي لا ينضب

حدث اليوم - أبين - خاص 

احتضنت أمسية منتدى الاتحاد الثقافي للفنون في محافظة أبين، تجربة إبداعية استثنائية للفنان الموسيقي والباحث والشاعر المايسترو علي محمد عبيد (علي الحاج)، بحضور رئيس المنتدى زكريا صالح حسين والمنسق العام للمنتدى ايهاب فرج والأمين العام زرياب الكيلة، وأعضاء الفرقة الموسيقية الاستاذ محمد صالح يافعي والاستاذ محمد على سعد، وعدد من الموسيقيين والمهتمين، وعدد من الضيوف كان أبرزهم المهندس حسين احمد فرج، والاستاذ فيدل فرج والاستاذ صالح علي السقاف، والاخ محمد عبادي وابن الباحث عبدالله علي الحاج، حيث قدم الموسيقار مجموعة من قصائده الجديدة إلقاءً وغناءً، في حفل يجمع بين الشعر والموسيقى، ويرصد مسيرة فنانٍ يمني جمع بين التخصص الهندسي والإتقان الموسيقي، وإثراء الساحة الفكرية والثقافية بأبحاثه ودراساته التراثية.

أخذ المايسترو والشاعر الكبير محمد الحاج الحاضرين للأمسية في رحلة فنية ثرية، استمعوا فيها نصوص شعرية جديدة تلقى بصوته وأغاني جديدة تغنى بألحانه، ليجسد ذلك بحق صورة الفنان الشامل، الباحث عن الجمال في القصيدة والنغمة، والمؤمن بدور الفن في صقل الهوية وبناء الإنسان.

هذا ويعتبر المايسترو علي محمد عبيد( الحاج ) أحد أبرز الأسماء الفنية في الوسط الثقافي الجنوبي، حيث لا يقتصر إبداعه على العزف والتلحين فحسب، بل يتعداه إلى البحث الأكاديمي والشعر، مما يجعله نموذجاً للفنان المثقف الذي يجمع بين الموهبة والعلم.

وقد تم تكريم الموسيقار علي محمد عبيد الحاج بشهادة تقديرية من قبل منتدى الاتحاد الثقافي للفنون محافظة أبين، حيث يأتي هذا التكريم تتويجاً لمسيرة حافلة بدأها منذ تخرجه من معهد الفنون الجميلة بعدن عام 1981 متخصصاً في آلة البيانو، ثم سافر لمواصلة دراسته الموسيقية في موسكو ويريفان، حيث حصل على شهادة التحضير الموسيقي الانفرادي من مدرسة تشايكوفسكي عام 1986، ثم الماجستير في الفنون من كونسرفتوار يريفان الحكومي بأرمينيا عام 1991.

ولتفاصيل اكثر عن نشأة الموسيقار علي محمد عبيد وطفولته، وسيرته الذاتيه .. وُلد علي محمد عبيد عام 1958 في منطقة حصن عطية بمحافظة أبين، حيث أكمل تعليمه الإعدادي، قبل أن ينتقل إلى عدن لدراسة الثانوية الفنية (المعهد الفني سابقاً) وتخرج فيها عام 1978.

وبرغم حصوله على دبلوم هندسة ميكانيكا السيارات من كلية التكنولوجيا بجامعة عدن عام 1981، ظلت الموسيقى شغفه الأول، فدرسها بالتوازي مع الهندسة، ليتخرج في العام نفسه من معهد الفنون الجميلة.

أما بعد عودته من الدراسة في الخارج، انطلق في رحلة عطاء فنّي وبحثي، فأصدر ديوانه الشعري الأول "الرواء"، ومازال يعدّ الثاني للنشر، إلى جانب قيامه بوظيفته الحالية في مكتب الثقافة بأبين، وسعيه الدؤوب لتأسيس كلية للفنون الجميلة في جامعة أبين، وقسم فنون الأطفال بمكتب الثقافة، كرسالة منه لرعاية الأجيال الجديدة وتنمية الحس الفنّي في المحافظة.

لطالما مثّلت تجربة المايسترو علي محمد عبيد جسراً بين الأصالة والمعاصرة، كان له دورا وتأثيرا في الوسط الفنّي، حيث خصص جانباً كبيراً من أبحاثه لدراسة الأدب الموسيقي والغنائي الشعبي والفني اليمني، ساعياً لتوثيقه وتحليله أكاديمياً. مما أهّله لأن يكون مرجعاً فنياً للعديد من الموسيقيين والشباب الموهوبين.

محمد ناصر مبارك