صالح ابو عوذل .. الإرادة لا تُقصف والجنوب العربي دولة لا تقبل التجزئة

صالح ابو عوذل .. الإرادة لا تُقصف والجنوب العربي دولة لا تقبل التجزئة

كتب/ ليان صالح

أكد الصحفي والكاتب السياسي صالح أبو عوذل أن التهديد المستمر منذ أيام، والذي تصاعدت حدته خلال اليومين الماضيين، باستهداف القوات الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، يُعدّ ـ على حد تعبيره ـ تصعيدًا متهورًا يعكس عقلية الهيمنة والوصاية، أكثر مما يعكس حرصًا على الاستقرار أو الشراكة.

وقال أبو عوذل إن لغة التهديد التي يجري تداولها، والمبنية على مبررات من قبيل “نحن حررناكم” أو “نحن من قدّم الدعم”، تمثل إعادة إنتاج لسرديات قديمة لم تعد تقنع أحدًا، مؤكدًا أن الاعتراف بالقضية الجنوبية لا يمكن أن يكون اعترافًا انتقائيًا يُفرغها من مضمونها السياسي والوطني.

وأوضح أن الحديث عن دعم القضية الجنوبية، في الوقت الذي يُطلب فيه من الجنوبيين الانسحاب من أرضهم أو القبول بوصاية سياسية وأمنية، يُعد تناقضًا صارخًا، مشددًا على أن الاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية يستلزم الاعتراف بحدودها وحق شعبها في تقرير مصيره.

وأشار أبو عوذل إلى أن مشروع “الوحدة اليمنية” فقد مشروعيته السياسية منذ إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994، معتبرًا أن الإصرار على الدفاع عن وحدة فُرضت بالقوة، وأُعلن الانسحاب منها من أحد أطرافها، لا يستند إلى منطق سياسي أو قانوني سليم.

وأضاف أن الجنوبيين لم يصبحوا دعاة انفصال بدافع الشعارات، بل بفعل تجربة طويلة من التهميش والإقصاء، حيث عاش جيل كامل كمواطنين من الدرجة الثانية، في ظل سياسات الضم والإلحاق التي مورست بعد حرب 1994.

وفيما يتعلق بسردية “تحرير الجنوب”، شدد أبو عوذل على أن الوقائع تؤكد أن أبناء الجنوب خاضوا معركتهم الوطنية دفاعًا عن أرضهم قبل أي تدخل عسكري خارجي، وأن ما تحقق من انتصارات كان نتاج مشروع وطني جنوبي واضح، لا جزءًا من مشروع الدولة اليمنية التي سقطت فعليًا في سبتمبر 2014.

وأكد أن الجنوب العربي لا يشكل تهديدًا لأي دولة أو حدود، ولا يمتلك أدوات عدوان، بل يمثل إرادة شعبية حية تسعى لاستعادة دولة، بات مشروعها اليوم واقعًا سياسيًا قائمًا، لا مجرد شعار مؤجل.

وحذّر أبو عوذل من أن التلويح باستخدام القوة لوضع “سقف” لإرادة الجنوبيين يقوّض أي حديث عن شراكة أو تحالف، موضحًا أن الاعتراف بالقضية الجنوبية مع نزع أدواتها أو تهديدها بالقوة ليس شراكة، بل شكل من أشكال الاعتداء السياسي.

وختم بالقول إن الجنوب العربي قضية وطنية عادلة، لا يمكن اختزالها في تفاهمات أمنية أو اتفاقات مرحلية، مؤكدًا أن أي مسار يتجاوز إرادة شعب الجنوب أو يحاول فرض حلول بالقوة، محكوم عليه بالفشل، لأن الإرادة لا تُقصف، ولأن الجنوب العربي دولة لا تقبل التجزئة.