(الفساد 0/1 ) مكاتب الدولة بيع وشراء ووكالات سمسرة
حدث اليوم - مقال ▪️ حسين علي زيد المحرمي
حسين المحرمي
قبل البداية المقال وجب علي التنويه باني قطعت عهد على نفسي بأن أوجه نفسي وكافة طاقاتي لكشف ومحاربة الفساد بكافة صورة واشكاله، ابتداء من الفساد الاجتماعي إلى فساد المسؤولين في الدولة، فعلينا جميعاً أن نستشعر المسؤولية التي على عاتقنا لمحاربة الفاسدين، فليس من هذه المسؤولية مناص، فلن ينتهي الفساد بمقال شخص ولكن علينا التكاتف جميعاً يداً بيد وتنظيف بلادنا من الفاسدين الذين تجردوا من كافة القيم الدينية والإنسانية، وعدم إتاحة المجال لهم بإنهاء ما تبقى من امل للعيش لنا وللاجيال القادمة.
أصبح الفساد في بلادنا قاعدة ثابتة لكل مسؤول يلتزم بها أكثر من أي مسؤولياته فينطلق من تنفيذ فساده فور جلوسه على كرسي السلطة، فلم يعد الفساد كما كان سابقاً محصوراً على الحكومة والعاملين في الوزارات، التي كانت لا تصلها الرقابة، لتتوسع اليوم وتصبح في كل مكاتب وأقسام وقطاعات الدولة ، فالحديث عن الفساد اليوم مسؤولية عظيمة لأنه لن تجد مكان تفتتح منه، فإن نظرنا اليوم فالفساد لم يعد منحصر على نهب المال العام المحصل لدى الدولة بل وصل لسلب مابجيب المواطن، فاليوم أصبحت ممارسات الفاسدين على المواطن اكبر خطر من الفساد المعروف المتمثل بنهب المال العام.
لم يقتصر التطور فقط في مجال التكنولوجيا والعلوم ، فلم يكن لتطوير الفساد أمام الفاسدين عائق، فقد هيأت دولتنا الكريمة وحكومتها مكسورة الناموس الأجواء لذلك فلم تجد طريق للرقابة والمحاسبة، بل كانت ستر لهم .
لم يعد اليوم الفساد محصور على قيام المسؤول بتزوير وثائق تحصيل الإيرادات واختلاس المنسي منه ، وكل ذلك يجري بسرية تامة دون أن تظهر أي أموال ولو حتى في انطباع الفاسد في حياة نفسها، فقد كان الفاسد في الزمان الاول وكما كان يحكى لنا أنه إذا ارد التجارة بأموال فساده كان صعب، فهناك أجهزة في الدولة فعالة تحاسبه وتتابعه ( من اين لك هذا ؟! ) فلو تنظر للمسؤولين حق زمان تجد تجارتهم بغير أسمائهم لتسير بذكاء ، أما اليوم لا... يجري العكس، تعرف الفاسدين بسيماهم ، اول شي لازم تظهر معه سيارات اخر موديلات وباصفارها ، يعدي الشهرين الا وقصر ابتنى معه، ولا حتى تعرف كيف أو متى لحق يجمع فلوسه حسبنا الله فيهم، وما تعدي اول سنة في منصبة إلا وتجد تلك التجارات قيمتها ملايين الدولارات، وأبوه واهله كانوا عايشين في الايجار وعاده تعبر السنة وعندهم حق ستة أشهر أو عايشين بزرايب وسط البقر والنعاج، ويختلف ذلك من مسؤول لآخر يعني لا يمكن يكون في ذلك ورث حصل عليه بل هو من المنصب الذي استولى عليه.
الفساد في بلادنا اليوم لم يعد يستثنى اي إدارة فعاقل الحارة أصبح فاسداً فلا يمكن تختم وثيقة عنده الا برسوم، والى فساد المدارس والجامعات فالفساد من نوع اخر فقد أصبحت مقاعد الدراسة في الجامعات تباع بالدولار، فهل الاخ رئيس مجلس الحكومة مطلع على احوال الطلاب، وعن التعيين في الجامعات فلا يمكن إلا بعد تحليل DNA فإن ثبت نسبك لرئيس الجامعة أو اي مسؤول لقرار التعيين مضمون، أما إذا أنت طالب حتى لو يوصل لبعض المدرسين يحرمك من حقوقك ويحتال عليك حتى بمحصلتك أما ليصعد قريب له أو بسبب مرض أو حقد في قلبه، وربما يكون كاتب المقال من الذين احتيل عليهم في محصلاتهم، فهل يعلم ذلك معالي وزير التعليم العالي.
والى الصحة ... خلاص لا يوجد ملائكة رحمة، ذا اسم كنا نسمعه زمان، ففي بلادنا ممكن ممرض يجري لقريب لك عملية قلب مفتوح ولا انت داري ويخرج ويقول لك العملية فشلت البقية بحياتك، مالعملية باتفشل اكيد يقطعك واحد ضراب حقن ، اتوقع ذلك فالعيادات في محافظاتنا واخص بذلك محافظتي أبين، منتشرة وتدخل على أساس باتحصل دكتور متخصص، تحصل فيها مساعد طبيب درس معهد صحي، لا والمشكلة تحصل ناس يقولون لك مالدكتور فلان ذكي وينفعك علاجه، ولما تشوف ايش صرف له تحصله معطيه وصفة مضاد حيوي ثلاث ابر في اليوم لمدة ثلاث ايام ، وهي وصفة لكل زوار عيادته طبعا أن هي التهابات فيروسية تعالجت وان هو مرض آخر ماتدري الا والمريض يسعف باخر الليل إلى مستشفى لدتهور حالته .
اين دور الرقابة والمحاسبة اين التفتيش وين وزير الصحة وين مدراء مكاتب الصحة في المحافظات ماتنزلوا توقفوا هذا العبث بأرواح الناس ولكن وكانك تنادي جدار ... ايش تظن فابنائهم بأكبر المستشفيات علاجهم وعند افضل الدكاترة ، هل تتوقع أن مدير مكتب الصحة يتعالج وأبنائه بالعيادات التي نتعالج بها أو بالمستشفيات الحكومية التي ليس بها إلا الممرضين وجماعة مخزنين بالحوش حقها يتابعون شبكة الإنترنت، واذا تشتي تدق إبرة أو تنظف جرح لازم تدور لممرض يجارح لك وعادك لازم تعطيه فلوس مراضاه علشان يخدمك.
ماذكرته هذا حرف واحد فقط من موسوعة من الفساد في بلادنا يا معالي رئيس الجمهورية، ويا معالي رئيس الحكومة ، فلكم أن تتصور أن ذلك سيدفع بالشعب للانفجار في وجوهكم ، فلا نستبعد أن يصبح يوم ومسؤولي مكاتب الدولة مقتلين بالشوارع بسبب سوء إدارتهم وفسادهم، الفتوا لنا يا حكومة واطيحوا الفاسدين الذي حوالينا أقل شي باتستفيدوا انتو وبا يخلو لكم الجو للسرقة ولا احد بايحس بكم، لكن اللقمة تجي من سارق لسارق تنتيف نتفه بنتفه لما توصل للشعب وقد أصبحت كلمة (الله كريم) يقولها المدير للمواطن، أقل شي تعلموت طريقة شريفة للفساد والسرقة ، مش انتو وكلابكم علينا أقل شي حوشوهم بعيد مش فرطوهم وخلاص، اليوم اصبحنا نفتش على فسادكم بعد ماشفنا كيف يمارسون علينا الفساد في المحافظات والمديريات وخوف منهم لينكلوا بعيشتنا، استنظفوا قليل...
اليوم الفاسد وقد فساده بالمكشوف لو قلت عليه فاسد ممكن يقاضيك والقضاء يوقف معه ويؤيده ضدك بديل ما يوقف معك ويعمل معك على إيجاد وثائق تدينه .
اليوم لو قدمت وثيقة فساد في مسؤول ممكن تسجن انت والمسؤول مخزن مع المحافظ يضحكون على منشوراتك ... هذا واقع بلادنا .
لم يعد هناك رادع للفاسدين فقد كان املنا هو ان لو في مسؤول بايخاف الله فينا وبا ينصفنا لكن الان لم نجد مسؤول يخاف الله ، أصبحت سائبة على الاخر ربنا ينتقم منهم، وكان المسؤول عيب عليه إذا مش كان سارق ، الشريف مذموم في مكاتب الدولة فقد أصبحت أكبر مسوق للفساد واكبر وكالة للصوص ..
صاحب الضمير في مكاتب الدولة مستتر، والأمين محتقر، كرامة المواطن تداس تحت الاقدام في مكاتب الدولة، اخراج الهوية (البطاقة الشخصية) أصبح يأخذ عند البعض سنوات وبعد ما يرشي ذا ويتصل بذاك ويتودد لهذه ... مسخرة وقلة قيمة ، جنود وضباط الأمن تجدهم سماسرة على أبواب مكاتب الأحوال المدنية، اين مدير الأمن، اين معالي وزير الداخلية من هذا، ماتضبطوا سوقكم.
للحديث بقية في مقال آخر...