ماذا يريد طارق عفاش؟؟
مس اليراع
ماذا يريد طارق عفاش؟؟
د عيدروس نصر
لا أدري ما الذي دفع عضو في مجلس القيادة الرئاسي الذي منح نفسه عددا من الألقاب، منها قائد المقاومة الوطنية، رئيس المكتب السياسي وقائد حراس الجمهورية، وهو الاسم المعدل للحرس الجمهوري الذي استولى عليه الحوثيون قبل أن يجهزو على الرئيس، عم الرجل متعدد الألقاب، أقول لا أدري ما الذي دفعه لفتح جبهات مع أبناء الجنوب في منطقة باب المندب وبقية مناطق الصبيحة؟
هل أخطأ الاتجاه ونسي أن العاصمة هي صنعاء الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من بيت عفاش في سنحان حيث يقع منزله ومنازل أل عفاش وقبيلة سنحان التي ينتمي إليها وليست في باب المندب؟
أم إنه ينفذ وصية أبيه وعمه بإعادة احتلال الجنوب مواصلة لاستراتيجية حرب ١٩٩٤م التي أسقط الجنوبيون نتائجها يوم تحالف طارق وعمه وكل حزبهم وجيوشهم مع العدو الحوثي؟
أم هل نسي أن الجنوبيين الذين سمحوا له بفتح معسكرات لقواته في مناطق عدة، إنما فعلوا ذلك شفقةً به واحتراماً لتعاقداتهم مع الأشقاء في التحالف العربي، باعتبار ذلك إنما يأتي تمهيداً لنقل تلك القوات إلى جبال سنحان للأخذ بثار عم الرجل الذي غدر به حلفاؤه الحوثيون، وتحرير صنعاء ومحيطها؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تطرحها الخطوة الحمقاء،
المراهقون السياسيون لا يصلحون لتبوُّءِ المواقع القيادية وتحمل مسؤليات سياسية وعسكرية مهمة لأن وجودهم في هذه المواقع يضع احتمال ارتكابهم حماقات تكون نتائجها كارثية عليهم وعلى من يشاركهم سياساتهم.
فماذا يريد طارق ومن يقف خلفه، من محاولة غزو باب المندب ومديريات الصبيحة؟
التوترات التي صنعها طارق عفاش وجماعته من العسكر والقبائل والمستشارين السيئين، لا تعبر عن كفاءة قيادية ولا عن حصافة في التصرف وتدبر عواقب الأمور، ناهيك عما تعبر عنه من سوء الطوية وسياسة الأطماع الوراثية المزمنة والنزعات التوسعية في أراضي يعرف أن دماء أكبر وأشهر أبنائها، وقاداتها ما تزال مقيدة ديناً في حساباته وحسابات من ورَّثوه هذا المنصب الأكبر من حجمه وقدراته ومهاراته السياسية والعسكرية.
نشير هنا إلى الشهيد ماجد مرشد والشهيد عمر سعيد الصبيحي، ومعهم مئات الشهداء من أبناء الصبيحة، وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء الجنوب، فالشهيد ماجد قُتل برصاص بندقية محمد عبد الله صالح والد هذا القائد المنفوخ اصطناعياً، والبقية قتلوا على أيدي قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، أثناء ثورة الحراك السلمي، أو أثنا تحالف هذا الطارق مع الحوثيين خلال غزوهم للجنوب في العام ٢٠١٥م، وجرائم الاعتداء عليهم وقتلهم لم ولن تسقط بالتقادم، وإذا ما نسي طارق ومن معه هذه الدماء والأرواح فإن أولياء دمائهم لن ينسوها مهما تقادمت الأزمنة وتوالت الأحداث.
بعض الذين تابعوا التطورات الناجمة عن تصرفات هذا الطارق، علق بالقول: يبدو أنه أراد أن يكافئ الجنوبيين على تحريرهم للساحل الغربي وتسليمهم إياه محرراً جاهزاً رغم إنه وتحت حجة إعادة التموضع سلم نصف تلك الأراضي لحلفائه السابقين (الحوثيين)، في أغرب إعادة تموضع عسكري عرفها التاريخ، ويبدو أنه يريد أن يستعيض عن تلك الأراضي في مناطق الجنوب، وفي باب المندب والصبيحة على وجه الخصوص.
لفت نظري من بين تصريحات طارق صالح اتهامه لأبناء الصبيحة بتهريب الحشيش والمخدرات، والحقيقة إن النصيحة التي يمكن توجيهها له هي إن فتح باب الحديث عن التهريب والمهربات، وعن المخدرات والخمور المهربة ليس في صالحه، لأن كل اليمنيين في الشمال والجنوب يعرفون من هم الذين بنوا أمجادهم الزائفة وهيمنتهم المغشوشة على التهريب والمهربات، ثم إن هذا الحديث سيدين المدعي به ولن يدين المدعى ضدهم، لأن أبسط الناس فهماً سيدرك أن حملته حوالي باب المندب وسواحل خليج عدن لا تستهدف إلَّا التهريب والمهربات، وهي حرفة لم يعرفها الجنوب والجنوبيون إلا بعد دخول أشاوس 1994م، مما يطرح السؤال: هل بمثل هؤلاء التلاميذ الفاشلين للمدرسة الخائبة ستستعاد العاصمة صنعاء؟ وهل يمتلكون المؤهلات لبناء دولة مختلفة عن دولة العصابات التي لم تصمد أمام مائتي مقاتل قدموا إليها على حين غفلة من جبال مران؟
ولن ازيد على هذا غير ما قاله الشاعر العربي: لكلِّ داءٍ دواءٌ يستطبُّ بهِ
إلَّا الحماقةُ أعيتْ مَن يداويها.