السعودية على مسار التطبيع ما اسرائيل
حدث اليوم - المملكة العربية السعودية
كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة الأربعاء مع قناة "فوكس نيوز"، عن أن السعودية تقترب كل يوم من إقامة علاقات سلام مع إسرائيل، مشدداً في الوقت نفسه على مركزية القضية الفلسطينية وتسهيل حياة الفلسطينيين.
وأكد ولي العهد السعودي أن إدارة بايدن تقود المفاوضات في شأن إقامة علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب، نافياً التقارير الأخيرة حول تعليق المفاوضات.
العلاقات مع إسرائيل
وتشترط الرياض لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل توقيع معاهدة دفاع مشتركة مع واشنطن، والحصول على مساعدة نووية، والسماح ببيع أحدث التقنيات العسكرية الأميركية، إضافة إلى تقديم ضمانات ملموسة للفلسطينيين بقيام دولتهم.
وذكرت "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع أن إدارة بايدن تنوي تعزيز التعاون الدفاعي مع السعودية من خلال عقد اتفاق دفاع مشترك شبيه بالاتفاقات التي أبرمت مع اليابان وكوريا الجنوبية.
وعما إذا كان مستعداً لإبرام اتفاق مع إسرائيل تحت حكومة بنيامين نتنياهو، قال ولي العهد السعودي "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية"، وإذا نجحت إدارة بايدن في المفاوضات في شأن إقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل، فذلك سيكون أهم اتفاق منذ نهاية الحرب الباردة، مشدداً على أن أي اتفاق يجب أن "يلبي مطالب الفلسطينيين ويجعل المنطقة أكثر هدوءاً".
وعلق ولي العهد السعودي في مقابلته مع "فوكس نيوز" أنه إذا حدثت انفراجة في المفاوضات الرامية للتطبيع مع إسرائيل فهو مستعد للعمل مع أي شخص يقودها.
الاتفاق مع إيران
وقال الأمير محمد بن سلمان في حواره مع "فوكس نيوز" إن أي سباق تسلح نووي في المنطقة لن يهدد أمنها فحسب بل هو مهدد لأمن العالم، وأكد أن توازن القوى في المنطقة يتطلب حصولها على سلاح نووي متى ما حصلت عليه إيران، محذراً من أن العالم لا يحتمل "هيروشيما جديدة".
وأضاف "أية دولة تستخدم السلاح النووي ستكون في حرب مع كل دول العالم".
ورداً على سؤال عن احتمال حصول إيران على السلاح النووي، حذر ولي العهد السعودي من أنه في حال حازت إيران على السلاح الذري فإن السعودية ستجد نفسها مضطرة لأن تفعل الأمر نفسه.
وقال ولي العهد السعودي "نحن قلقون من احتمال حصول دولة ما على سلاح نووي. هذا أمر سيئ."
وأضاف أن الإيرانيين "لا يحتاجون الحصول على سلاح نووي لأنهم لا يستطيعون استخدامه"، لكن "إذا حصلوا على هذا السلاح، فيجب أن نحصل عليه نحن أيضاً".
وعن وساطة الصين بين السعودية وإيران، قال الأمير محمد بن سلمان "لم نختر بكين، بل هي من اختارت أن تتوسط بيننا وبين الإيرانيين"، مؤكداً أنه يمتلك علاقة قوية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ ويتحدثان باستمرار.
وأشار إلى أنه "لا أحد يريد أن يرى الصين ضعيفة، إن انهارت الصين فدول العالم أجمع معرضة للانهيار بما فيها أميركا".
وبعد أشهر من انتهاء القطيعة بين الرياض وطهران، أكد ولي العهد السعودي أن "العلاقة مع إيران تتقدم بشكل جيد ونأمل أن تستمر كذلك لصالح أمن واستقرار المنطقة"، مؤكداً تطلعه إلى أن تنعم المنطقة ودولها كافة بالأمن والاستقرار لتتطور وتتقدم اقتصادياً.
وأكد ولي العهد السعودي أن مجموعة "بريكس" لا تمثل أي نوع من المنافسة الجيوسياسية لأميركا والغرب.
استقرار المنطقة
وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بأنها "جدية وإيجابية"، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خريطة طريق لوضع حرب اليمن على سكة الحل.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، أمس الأربعاء، إنها ترحب "بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة في شأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن".
وبهذا الخصوص، سأل مذيع قناة "فوكس نيوز" بريت باير عن رأي ولي العهد حول المحادثات مع الحوثي، وفي هذا الإطار أكد ولي العهد السعودي في جوابه على "فوكس نيوز" أنه "حان الوقت للسعي لإنهاء الصراع في اليمن".
موضحاً في حديثه أن الهدف منذ اليوم الأول هو توفير حياة جيدة لليمنيين، وحياة جيدة لدول المنطقة بأكملها، وتحقيق الاستقرار فيها والتنمية الاقتصادية.
وذكر ولي العهد السعودي في المقابلة "لا تريد رؤية المشكلات في اليمن، وتحتاج إلى أن يمضي العراق قدماً حقاً، كما تحتاج إلى رؤية إيران تمضي قدماً حقاً، تحتاج إلى رؤية بقية المنطقة تمضي قدماً، ونحن نعمل مع مجلس التعاون الخليجي ومع مصر ودول أخرى في المنطقة، وكذلك مع اللاعبين الدوليين ومع حلفائنا الأميركيين، لتحقيق ذلك، لأنه أمر جيد لبقية العالم، لأنه عندما تضطرب المنطقة، يظهر "داعش"، ويظهر "القاعدة"، وتحصل الهجمات الإرهابية، وحوادث القرصنة، لذلك لا تريد أن ترى هذه الأحداث، بل تريد أن ترى الفرص للشركات الأميركية، والشركات الأوروبية، وبقية العالم، ولمزيد من النمو في مكان كان يخلق مشكلات في العقود القليلة الماضية".
العلاقات السعودية- الأميركية
وعن علاقة الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي جو بايدن، أكد ولي العهد السعودي "أن العلاقات مع أميركا معقدة، لكن لديه علاقة طيبة مع بايدن".
حيث قال" لدينا اليوم عمل مشترك رائع مع الرئيس بايدن، ونحن نعمل في الشبكة الكبيرة التي نبنيها [الممر الاقتصادي] بين الهند والسعودية وأوروبا. نحن نعمل على اتفاق السلام مع إسرائيل وفلسطين. لدينا أطول فترة لوقف إطلاق النار في اليمن، وهناك كثير من التقدم الجيد لإيجاد حل سياسي هناك. ولدينا كثير من العمل والأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها أيضاً في أوكرانيا.
واستطرد ولي العهد السعودي "لدينا عمل مشترك رائع في مجال التكنولوجيا، والاستثمار في شبكات الجيل السادس، وصناعة الفضاء الأميركية وعديد من المجالات، لذا فإن جدول الأعمال بين السعودية وأميركا اليوم مثير للاهتمام حقاً ولدينا فعلاً علاقة مذهلة مع الرئيس بايدن".
التحول في السعودية
وعن التحول الذي تعيشه السعودية قال ولي العهد السعودي إن الهدف هو تحقيق الأفضل وتحويل التحديات إلى فرص، مشيراً إلى أن "رؤية 2030 حققت مستهدفاتها بشكل أسرع ونعمل على مستهدفات جديدة بطموح أكبر".
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن بلاده حققت أسرع نمو في الناتج المحلي من بين مجموعة الـ20 لعامين متتالين، وتنافس الهند من حيث سرعة النمو، مؤكداً أن السعودية اليوم في المسار الاقتصادي الصحيح.
رؤية 2040
ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى "أنه يجري العمل على إنجاز بعض الأمور، التي نتطلع إلى الانتهاء منها في النصف الأول من عام 2024، وبعد ذلك يجب أن ننتقل إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040، وإعلانها في عام 2027 أو 2028، هذا هو الأمر الأساسي الذي نركز عليه".
واعتبر ولي العهد السعودي الممر الاقتصادي الذي أعلن في نيودلهي الشهر الجاري مهماً لربط الشرق الأوسط وأوروبا والهند، ولفت إلى أن الربط بين الهند وأوروبا سيختصر الحركة الاقتصادية من ثلاثة إلى ستة أيام، مؤكداً محورية قطاع اللوجستيات وضرورة التعاون مع دول العالم لتطويره.
الشعب السعودي مؤمن بالتغيير
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن "الشعب السعودي مؤمن بالتغيير، وهم من يدفعون لذلك وأنا واحد منهم".