لماذا تم تحريك الحوثيين بدلاً عن حزب الله؟

لماذا تم تحريك الحوثيين بدلاً عن حزب الله؟

حدث اليوم - مقال ك.  فتاح المحرمي

رغم الخطابات والشعارات التي يرفعها الحوثيين ضد أمريكا، إلى أنها وخلال الفترة الماضية لم تتخذ أي مواقف مناهضة لهم، بل ورفضت التحركات الدولية لتصنيفها جماعة إرهابية، وهذا ما يرجح أنها تعادي أمريكا بالخطاب ولم تمس أي مصلحة لها، والا لكان حاربتها عسكرياً أو إقتصاديا، حيث أن العراق الذي كان بدأ سياسة مالية لتقليص التعامل بالدولار الأمريكي والتحرر الاقتصادي من الهيمنة الأمريكية، تعرض لغزو وتدمير بلاده بذريعة واهية هي أسلحة الدمار الشامل.

ولعل ما يعطى صورة أوضح عن علاقة أمريكا والحوثيين، هو ما حدث خلال الأسبوع الماضي من استهداف لسفينة أمريكية في البحر، قالت أنه نفذه الحوثيين وتم اعتراضه، ومع ذلك لم ترد عليه أو حتى تدينه، فمن غير المعقول أن هذه الدولة التي تغزو الدول بمبررات واعية عاجزة عن الرد على استهداف سفنها في البحر، بل إن هذا الحدث يؤكد أن الطرفين حبايب.

نأتي إلى إعلان الحوثيين أنهم استهدفوا إسرائيل والذي تقر به الأخيرة ومع ذلك لم تندد أو ترد كما تعمل في غزة، وربما يكون هذا الادعاء الحوثي أتى لتحقيق مصلحة إسرائيل في إرسال سفن حربية إلى البحر الأحمر والذي قال جيش الاحتلال أنها وصلت الثلاثاء 31 أكتوبر 2023م، وهو نفس موعد إعلان الحوثيين.

من وجهة نظري فإن هذا المشهد فيه مؤشرات على استغلال الأحداث في غزة برعاية أمريكية وقبول إسرائيلي، لإظهار الحوثيين كبعبع عروبي إسلامي وتسويقه على هذا النحو بإسم القضية الفلسطينية، سيما ونظيره حزب الله مقيد الحركة حالياً في ظل النفوذ الفرنسي في لبنان ، ولهذا وقع الاختيار على الحوثيين لتحريكهم تحت الرعاية الامريكية لصالح مشروع إيران وإيجاد النسخة اليمنية من حزب الله ، ورغم أن هذا الأمر قد يكون فيه تهديد لمصالح دول المنطقة إلى أن أمريكا قد تكون وضعت ضمانات مقابل ذلك، إضافة أنها ستكون من تمتلك قرار الحوثيين مستقبلاً.

.