خريطة الطريق التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة لليمن لا ترقى إلى مستوى معالجة الأسباب الجذرية للصراع
حدث اليوم /مقال/بقلم حافظ الشجيفي
كشف المبعوث الأممي إلى اليمن، اليوم، عن خارطة طريق تهدف إلى وقف الصراع الدائر في البلاد. وتتضمن الخطة بنودا لوقف الحرب ودفع الرواتب واستئناف تصدير النفط.
وفي حين قد تبدو هذه المبادرة بمثابة خطوة نحو السلام، فإن العديد من الخبراء والمراقبين يشككون في قدرتها على توفير حل سياسي دائم للصراع المتجذر في اليمن.
وتعرضت خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي لانتقادات لمجرد أنها تعالج أعراض الأزمة ونتائجها، بدلا من معالجة أسبابها الأساسية. ومما يثير القلق بشكل خاص تجاهلها لمعالجة الصراع الطويل الأمد بين الجنوب والشمال ، والذي كان محركا هاما للاضطرابات المستمرة.
ويقال إن الحلول المقترحة، مثل وقف الحرب واستئناف الصادرات النفطية وصرف الرواتب، لا تعدو ان تزيد عن كونها مجرد هدنة مؤقتة او امتدادا للهدن السابقة. فهي لا تقدم إطارًا سياسيًا شاملاً يمكن أن يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن. ان غياب خطة ملموسة لمعالجة القضية الجنوبية يعتبر عيب فادح، حيث أن أي حل يتجاهل هذا الجانب الرئيسي من المرجح أن يؤدي إلى تكريس المزيد من الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة.
لقد كان الخلاف بين الجنوب والشمال مصدرا مستمرا للتوتر في اليمن، وأي حل حقيقي يجب أن يأخذ في الاعتبار مظالم وتطلعات الشعب الجنوبي. وبدون اتباع نهج شامل يعالج هذه القضية الأساسية، تظل آفاق السلام المستدام في اليمن غير مؤكدة.
وفي ضوء هذه المخاوف، فمن الضروري أن يقوم المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، بإعادة تقييم خريطة الطريق المقترحة والعمل نحو حل سياسي أكثر فعالية وشمولاً. إن أي جهد حقيقي لإنهاء الصراع في اليمن يجب أن يعطي الأولوية لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، بما في ذلك مطالب الشعب الجنوبي
ومع استمرار الشعب في تحمل الأثر المدمر للصراع، فمن الأهمية بمكان أن تسترشد الجهود المبذولة للتوسط في السلام بالتزام حقيقي بمعالجة القضايا الأساسية التي غذت الصراع الذي طال أمده. ولا يمكن تحقيق سلام دائم ومستدام في اليمن إلا من خلال نهج عادل وشامل.