هدر غذائي في السعودية بنحو 40 مليار ريال سنوياً
حدث اليوم - متابعات
يأتي راتب شهر مارس لدى السعوديين في منتصف شهر رمضان، مما يعني أن هناك نفقات تدخل مع بقية رمضان ويدخل معها الاستعداد لعيد الفطر المبارك، إضافة إلى ما تتطلبه المناسبات الاجتماعية والأفراح بأولى أيام العيد.
ومثل هكذا حالات، يحتاج إلى ترشيد بالنفقات، والاستعداد لشهر من المصروفات المدروسة قبل نزول راتب شهر شوال، والذي لن يصرف إلا في منتصفه.
بهذا الصدد، قال الاقتصادي طراد باسنبل لـ"العربية.نت": كيف كان إفطار أول يوم في رمضان؟ كم حبة تميس وعلبة فول أحضرت للإفطار؟ وكم أُكِلَ فعلًا منها؟ فأنا شخصيًا اكتشفت أننا أكلنا نصف كمية الإفطار فقط، وهذا أقرب مثال لما نفعله بباقي الوجبات.
الهدر الغذائي
وأضاف، بحسب دراسة "الهيئة العامة للأمن الغذائي" بلغت نسبة الفقد والهدر في الغذاء بالمملكة نحو 33% بما يعادل 4 ملايين طن سنويًا، فيما تقدر قيمة الهدر الغذائي بنحو 40 مليار ريال سنويًا.
وأبان: لن يتطور سلوك المجتمع إلا بسلوك كل فرد فيه، ومن أهم التغييرات على سلوكيات الشراء، وخصوصًا في المواد الغذائية هو التحوُّل من الشراء الشهري إلى الأسبوعي، فما تعتقد أنك تشتريه بداية الشهر ليكفيك لآخره، ينتهي بنا الأمر بالتخلص بجزء من المعلبات لانتهاء الصلاحية، وما يقارب نصف الخضار والفواكه لفسادها قبل استهلاكها، ناهيك عن باقي الطعام الذي تم طهيه ولم يتم أكله.
وأشار باسنبل لأهمية أن نتعلم من أجسادنا التي تعمل على مبدء التغذية الراجعة، عندما يقل هرمون محدد يقوم الدماغ بإرسال إشارات للعضو المسؤول لإفراز المزيد منه، هكذا يجب التعامل مع احتياجاتنا الغذائية، كلما نقصت مادة غذائية أطلب من شريكة حياتك أو العاملة المنزلية تزويدك بما ينقصكم لإعادة شرائه بكمية مماثلة، تكفيك لأسبوع آخر، عندها ستكتشف أنك كنت تصرف أكثر من حاجتك بكثير.
نفقات الطعام في رمضان
وبما أن نفقات المواد الغذائية وحدها تستهلك ما يقارب 20-30% من متوسط دخل الفرد، فإنك ببساطة ستوفر ما لا يقل عن 10% من راتبك الشهري بترشيد نفقات الطعام،خصوصاً في رمضان الذي من المفترض أن نستثمر فيه فرصة التغيير في الخلايا الدماغية التي تحدث بسبب الصيام وتغيير العادات اليومية، لنتمكن من بدء عادات صحية جديدة، نجد أنفسنا نُهدِرُ أكثر مما كنا عليه قبل رمضان.
وأضاف: قد يستسهل البعض الذهاب للتسوُّق مرة واحدة في الشهر، ويشعر أن الذهاب أسبوعيًا مضيعة للوقت، نقارن ذلك بمثال، لو طلب منك مديرك في العمل القيام بمهمة إضافيه بسيطة مقابل زيادة في راتبك الشهري بمعدل 10% هل سترفض؟
على نفس هذا المثال القاعدة الإدارية تقول: ما لا تستطيع قياسه، لا تستطيع إدارته. إن لم تراقب سلوكياتك الشرائية فلن تستطيع إدارة مصاريفك، والأمر ذاته ينطبق على مصاريف العودة للمدارس وملابس العيد وغيرها.
وأخيرًا تذكّر أن الأمر ليس مجرّد رفاهية وتنظيم، إنه أمر إلٰهي (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)، (ولَتُسأَلُنَّ يومئذٍ عن النعيم)، فتغير سلوكك الفردي سيوفر على البلاد 40 مليار ريال ترمى سنويًا في القمامة، وسيساعد الأرض في التقليل من انبعاثات الكربون الناجمة عن حرق المخلفات، وتَحِلُّ البركة في كل أمورنا باتِّباع أمر ربنا..