الادارة الذاتية للجنوب مطلبنا

الادارة الذاتية للجنوب مطلبنا

حدث اليوم - مقال ◾ احمد عقيل باراس

    في ظل انتشار الفساد وتزايد عمليات النهب للثروات وللموارد في عدن على وجه الخصوص وفي الجنوب بشكل عام بالإضافة إلى تملص الحكومة عن التزاماتها وتلكؤها في تنفيذ الشق المتعلق بها في اتفاقية الرياض في البداية وتنصلها عن تنفيذ نتائج ومخرجات مشاورات الرياض فيما بعد بشقيهما الامني والعسكري أو حتى المدني والسياسي وانحرافها عن مساراتها في مواجهة الحوثيين والابقاء على المجلس الانتقالي الجنوبي الشريك الاقوى والطرف الآخر في هذين الحدثين فاقداً لفعاليته ومجرد غطاء وديكور لشرعنة وجودهم بعدن وتجاهلهم المستمر لمطالبه ومناشداته العوده لما تم التوافق عليه وعدم الانتقائية في تنفيذ بنود هذه التوافقات أو تجاوز الياتها المزمنة فلا استطاعت الحكومه ولا مجلس القيادة أُدخال قوات الاخوان في تنظيم المعركة ضد مليشيات الحوثي وقامت بترحيلها عن وادي حضرموت والمهرة إلى مواقعها المتقدمة بحسب ماهو مرسوم لها في هذه التوافقات ولا هي تمكنت من استعادة المؤسسات والهيئات الرسمية المسيطر عليها من قبل مليشيات الحوثي ونقلها إلى عدن وكذا لا استطاعت اجبار امارة مأرب على توريد ايراداتها للبنك المركزي بعدن ناهيك عن عجزها في تغيير اميرها العراده أسوة بالبحسني محافظ حضرموت السابق ، إلى جانب سيطرتهم على موارد عدن والجنوب للصرف ليس على نفقاتهم اليومية ونفقات اقاربهم وحاشياتهم وحسب بل وكذا الصرف على نفقات كل مؤسسات الدوله في الشمال من الموالين للشرعية وعلى النازحين ، في ظل كل هذا واكثر وفي الوقت الذي لم يقدم بالمقابل مجلس القيادة والحكومة أي شي ملموس على الارض لتخفيف معاناة الناس في عدن والجنوب بتوفير ابسط الخدمات لهم بل حولو مدننا ومديرياتنا لاول مرة على مدى التاريخ إلى مراكز و نقاط جباية وكآن الدمار الذي لحق بنا لا يعني لهم شيئاً لذا لا يتبقى امامنا كجنوبيين وكشعب لم يتعرض لظلم مثله أي شعب اخر في العالم إلا الطلب من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحمل لواء التحرير والاستقلال ويعبر عن امال وطموحات كل الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب ومناشدته الاسراع في إنقاذ الجنوب من الوقوع فريسه لقوى الشمال ولفاسديه مرة أخرى واتخاذ القرار الحاسم لوقف هذه المظالم وعلى وجه السرعة بالاعلان عن قيام الإدارة الذاتية للجنوب مرة ثانية ولكن هذه المرة ليس لعدن وحدها وانما للجنوب باسره . فما اشبه الليلة بالبارحة اذ لازالنا نتذكر تجربة الادارة الذاتية للجنوب في نسختها الاولى في 26 ابريل 2020 م والظروف المحيطة بها والتي حمل رأيتها انذاك اللواء احمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية والقائم باعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حينها كخطوة أخيرة لانقاذ مدينة عدن والحفاظ عليها من الانهيار الذي كانت قاب قوسين أو ادنى من الوصول اليه حيث شهدت عدن انهيار تام في مستوى الخدمات بشكل عام أكان على المستوى الصحي الذي انهار أمام وبا كورونا الذي أجتاح المدينة وانتشار الحميات والأوبئة بفعل كوارث الأمطار والسيول او على مستوى بقية الخدمات الأخرى كمنظومة المياة والصرف الصحي والكهرباء و توفير المشتقات النفطيه إلى جانب تزايد الخطر العسكري لمليشيات الاخوان في شقره والشيخ سالم بابين ولمليشيات الحوثي في الساحل الغربي والضالع ويافع وكرش والصبيحه فكانت الإدارة الذاتية تجربة رائعة تمكن خلالها الجنوبيين لاول مرة من حكم اراضيهم وادارة مناطقهم ومواردهم بحق وحقيقه ومجابهة كل هذه الأخطار مجتمعه العسكريه منها والامنيه والإدارية ولأول مرة كذلك تحولت المنطقة الصغيرهةفي عدن المعروفة باسم الساحل الذهبي ( قولد مور ) إلى مركز لادارة عدن والمحافظات المجاورة لها واضحت قبله للزوار والمراجعين من كل مكان استطاع خلالها القائد اللواء احمد سعيد بن بريك رئيس الإدارة الذاتية للجنوب بكل حنكه واقتدار من ادارة الازمة عسكرياً وامنياً وادارياً ومجابهة كل هذه الأخطار مجتمعه والخروج منها للجنوب منتصراً إلى أن الغا المجلس الانتقالي الجنوبي قراره وعمد إلى التراجع عن الادارة الذاتيه واعادة تسليم عدن لما يعرف بالشرعية ، فالظروف حالياً اليوم تكاد تكون مشابهة لما كانت عليه قبيل اعلان الادارة الذاتيه للجنوب العام 2020م أن لم تكن هذه المرة بشكل اخطر مايستدعي منا جميعاً الامساك بزمام الامور والاعلان مجدداً عن قيام الإدارة الذاتية للجنوب قبل فوات الاوان .