عدن تنتصر

عدن تنتصر

حدث اليوم _ كتب/ خالد السبراتي

بعد انتهاء حرب الحوثيين في عام 2015، كانت مدينة عدن مليئة بالدمار والحطام، وأثرت الحرب على كل جانب من جوانب الحياة، بما في ذلك الرياضة، الملاعب والمنشأت الرياضية تعرضت للأضرار، والأندية أُغلقت مؤقتًا، واللاعبون تشتتوا بسبب الأوضاع الصعبة، لكن وسط هذه الفوضى، كان هناك فريق واحد قرر أن ينهض من تحت الأنقاض ويعيد البسمة والأمل لأهل عدن الرياضيين، هذا الفريق كان أول من عاد إلى الملاعب بعد الحرب، وكان اسمه محفورًا في الذاكرة الجماعية كفريق الأمل والانتصار.

بعد هدوء أصوات المدافع وانتهاء الحرب في عاصمتنا الحبيبة عدن، لم يكن من السهل استئناف الحياة الطبيعية،لكن هذا الفريق بفضل إرادة لاعبيه وإدارته القوية ومن خلفهم جمهورهم الوفي وإصراره على إحياء الرياضة في عاصمة السلام، كان أول من عاد إلى ميدان المنافسة. اجتمعت الأدارة و اللاعبون وأعضاء الفريق وبدأوا تدريباتهم واستطاع الفريق أن يستأنف تدربياتهم بسرعة كبيرة مقارنة ببقية الاندية ، ومع عودة الاستقرار النسبي، نظمت مدينة عدن أول بطولة رياضية بعد الحرب، حملت اسم “عدن تنتصر”، وهي بطولة كانت تهدف إلى إعادة الأمل وإحياء الروح الرياضية في العاصمة عدن.

كان الفريق مصممًا على استعادة مكانته في الساحة الرياضية، ودخل البطولة بشعار الأمل والعزيمة. أظهر الفريق أداءً استثنائيًا خلال البطولة، في كل مباراة خاضها الفريق، كان يلعب وكأنه يقاتل من أجل أكثر من مجرد لقب رياضي، بل كان يلعب من أجل اسم النادي الكبير ،قدم اللاعبون مستويات رائعة، ولم يكن أحد يتوقع هذه العودة القوية للفريق بعد توقف دام لأشهر طويلة.

في المباراة النهائية التي كسبها الفريق أمام فريق شمسان بركلات الترجيح، نجح الفريق في تحقيق لقب “عدن تنتصر” وسط هتافات وفرح كبير من الجمهور. كان هذا اللقب بداية حقبة جديدة، ليس فقط كفوز رياضي، بل كرمز لانتصار المدينة على الصعاب، وانتصار الإرادة على الخراب. بعد الفوز بلقب “عدن تنتصر”، تحول هذا الفريق إلى رمز للقوة والعزيمة في عدن.

لم يكن هذا الفوز مجرد حدث عابر، بل كان الشرارة التي أشعلت سلسلة من الانتصارات. استمر الفريق في تقديم أداء مميز في البطولات التالية ،مؤكدًا أن ما تحقق لم يكن مصادفة، بل نتيجة لتخطيط وإرادة قوية.

بطولة تلو الأخرى، أثبت الفريق أنه الأقوى في الساحة الرياضية المحلية. حقق الفريق ألقابًا في البطولات الكبرى، وأصبح اسمه مرادفًا للنجاح والاستمرارية. كان الانتصار في “عدن تنتصر” هو نقطة الانطلاق التي لم يتوقف عندها الفريق، بل كانت حافزًا لتحقيق المزيد من الإنجازات.