هزاك السليمي يكتب.. كورنيش محيفيف : مرآة الإهمال
حدث اليوم /يكتب/هزاع بن عامر السليمي المهري
في محافظة المهرة وفي قلب عاصمتها الغيضة، حيث يلامس تراب شاطئ محيفيف الناعم أقدام الزائرين، ويستهوي بحرها الجذاب الأنظار،حيث الرمال الذهبية تتلألأ تحت أشعة الشمس، والمياه الزرقاء تغازل الشاطئ برقصاتها الهادئة، يمكن للروح أن تجد السكينة والجمال، هنا، يقبع كورنيش محيفيف الذي كان يوماً ملاذاً للأرواح، متنفساً ينعش القلوب بنسيمه ويغسل الأحزان بمياهه الصافية، لكن اليوم يقف شاهدداً على إهمال لا يليق بجماله ولا بقيمته في قلوب المواطنين.
يمثل الكورنيش الواجهة السياحية للعاصمة الغيضة وهو الصورة التي ترسم في أذهان الزائرين وتعكس ثقافة وجمال المكان، إنه المرآة التي تعكس روح المدينة وتجسد تاريخها وحاضرها.
منذ أكثر من عقد من الزمان، وقعت السلطة المحلية عقداً مع أحد المستثمرين بمبلغ زهيد جداً، ومنذ ذلك الحين لم يُبذل أي جهد يُذكر لصيانة الكورنيش أو إصلاح الإضاءة التي خربت، هذا الإهمال ليس فقط تقصيراً في الوفاء بالتزامات العقد، بل هو تجاهل لأهمية الكورنيش كمكان يجب أن يُعتنى به ويُحافظ عليه.
أشجار السيسبان بغزارتها وفوضاها، قد احتلت مقاعد الراحة وأطراف الأمل، تسد الأفق وتحجب الرؤية، لم يعد الكورنيش ذلك المكان الذي يجمع العائلات والأصدقاء، بل صار رمزاً للإهمال وعدم الاكتراث، الأشجار الطبيعية التي كان يمكن أن تزين المكان وتضفي عليه رونقاًوحياة تُركت لتنمو على هواها دون رعاية أو اهتمام.
أين هي السلطة المحلية عن هذا المشهد؟!
أين هي الأيدي التي يجب أن تمتد لتعيد للكورنيش روحه وجماله؟!
إنه الوقت لتحمل المسؤولية والنظر بعين الاعتبار لهذا المكان الذي يحتضن الأرواح ويخفف عنها وطأة الحياة.
نطالب بحلول جذرية لهذه المشكلة، بخطط تنموية تعيد للكورنيش بهاءه وتجعله مرة أخرى متنفساً حقيقياً للمواطنين. نطالب بالاهتمام والعناية، بتشجير يليق بمكانة الغيضة السياحية ويحترم مشاعر وذكريات من يزوره.
لن يكون الصمت خياراً، ولن تكون الأعذار مقبولة، الكورنيش جزء من جمال وصفاء قلوب المهره وهويتهم ، وحقنا في الحفاظ عليه والاستمتاع به لا يقبل التأجيل أو الإهمال.
#المهره_اولا
هزاع بن عامر السليمي المهري