الأمانة العامة تنظم ندوة ثقافية بعنوان المخطوطات الأثرية في الجنوب .. أهميتها وحمايتها

الأمانة العامة تنظم ندوة ثقافية بعنوان المخطوطات الأثرية في الجنوب .. أهميتها وحمايتها

حدث اليوم - عدن - خاص 

نظمت دائرة الإعلام والثقافة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء في العاصمة عدن، ندوة ثقافية تحت عنوان "المخطوطات الأثرية في الجنوب: أهميتها وحمايتها"، برعاية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي الندوة التي شارك فيها العميد طيار ناصر السعدي رئيس الهيئة المجتمعية المساعدة لهيئة الرئاسة، وعدداً من المثقفين والمهتمين بالتراث، إضافة إلى مختصين في مجال حماية وصيانة المخطوطات، ألقى الأستاذ عمرو محمد عقيل، نائب رئيس دائرة الإعلام والثقافة، كلمة أكد فيها على أهمية المخطوطات الأثرية في حفظ التاريخ الثقافي للجنوب، مشيرًا إلى أن هذه المخطوطات تعد كنزًا حضاريًا لا يقدر بثمن، يسرد قصص الماضي ويكشف عن جوانب من حياة المجتمعات في  الجنوب عبر العصور.

وتطرق عقيل إلى التحديات التي تواجه حماية المخطوطات في الجنوب، بما في ذلك العوامل البيئية والصراعات المتكررة التي تضر بالتراث الثقافي، وشدد على أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية والجهات الرسمية لضمان الحفاظ على هذا الإرث الثمين وحمايته من عوامل التدهور والمحافظة عليها للأجيال القادمة.

واختتم نائب رئيس دائرة الإعلام والثقافة كلمته بتأكيده على أهمية التوعية المجتمعية عن دور المخطوطات في تعزيز الهوية الجنوبية، داعيًا إلى تضافر الجهود من مختلف القطاعات لنقل هذا التراث الغني بطرق علمية حديثة، تضمن سلامته واستمراره كجزء من الذاكرة الوطنية.

وفي الندوة، تم تقديم عدة أوراق استعرضت الدكتورة خلود صالح بن صالح أول الأوراق التي كانت عن لغة النقوش العربية الجنوبية التي تعود إلى العصور القديمة، مع تحليل دقيق لكيفية ارتباط هذه اللغة باللهجات الجنوبية المعاصرة، وأوضحت أن النقوش العربية القديمة تحتوي على مفردات وتراكيب لغوية ما زالت حاضرة في اللهجات المحلية اليوم، مما يعكس استمرارية ثقافة الجنوب اللغوية المتميزة.

وتحدث الدكتور ماجد عبدالرشيد في الورقة الثانية عن تجربة التوثيق الرقمي للنقوش الأثرية في متحف جامعة عدن، موضحًا أن هذه المبادرة تهدف إلى حفظ النقوش الرقمية كمرجع دائم للباحثين والمهتمين، وضمان حماية البيانات التاريخية من التلف أو الفقدان، وأشار إلى أهمية استخدام تقنيات التصوير والمسح الرقمي لتمكين الباحثين من الوصول إلى هذه النقوش بسهولة، ما يساهم في تعزيز الدراسات التاريخية والتراثية.

وناقشت الورقة الثالثة التي قدمت في الندوة موضوع مخطوطات مكتبة الأحقاف في تريم بحضرموت، وقدمها الدكتور محمد الصماتي واستعراض فيها جهود المتحف في جمع وحفظ المخطوطات النادرة التي توثق جوانب من التاريخ الديني والثقافي في الجنوب، وأشارت الورقة إلى التحديات التي تواجه المتحف، مثل الحفاظ على المخطوطات من عوامل التدهور البيئي وتوفير موارد مالية وتقنية كافية لحمايتها.

وشهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الحضور، الذين ناقشوا أهمية الحفاظ على المخطوطات والنقوش الأثرية باعتبارها جزءًا من الهوية الثقافية والتاريخية للجنوب، وتناولت النقاشات تحديات حماية هذه الموروثات في ظل الظروف البيئية والاجتماعية الراهنة.

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات والمقترحات التي تهدف إلى تعزيز الحفاظ على المخطوطات والنقوش الأثرية في الجنوب، من أبرز المخرجات الدعوة إلى إنشاء أرشيف رقمي مركزي لتوثيق وحفظ النقوش والمخطوطات، يسهل الوصول إليه من قبل الباحثين والمختصين.