حادثة قنبلة ديس المكلا وتوعية المواطنين

حادثة قنبلة ديس المكلا وتوعية المواطنين

حدث اليوم - كتب - يوسف باسنبل

المواطن الحضرمي يمثّل رمزاً للشجاعة والإقدام ، ويتدخل للمساعدة والإنقاذ في حالات كثيرة منها الغرق والهدم والحريق ..، لكن هذا لا يعفي الجهات المختصة من القيام بواجبها، لإن الأمور قد تصل إلى ما لايحمد عقباه، وسيكون الضحية أبرياء لا ذنب لهم، والحوادث أمامنا كثيرة ولم نتعظ، وربما تتغلب علينا العاطفة وننسى أحداث الماضي على حين غفلة من الزمن، وما حادثة احتراق ناقلة البترول على طريق بويش القاقين التي راح ضحيتها العشرات غير بعيد، بعد أن اندفع المواطنون باحثين عن ليترات من البترول، وحادثة اختناق مواطنين في إحدى حفر الصرف الصحي في المكلا بعد أن تداعوا لإنقاد عامل دون أن يكون لديهم أبسط مستلزمات السلامة، وكذا نرى المواطنين يتدافعون في مواقف بطولية لإطفاء حرائق المنازل، وهم يخاطرون بأنفسهم وقد حدث أن تأذّى البعض منهم في صدورهم .

حادثة الأمس وانتشار مقطع عن شخص يحمل قنبلة بديس المكلا، وفي مكان مكتظ بالناس، والأكثر سماعاً صوت صفّارة سيارة الشرطة وسؤال البعض عن رجال الأمن، ولكن اللافت أن مواطنين وفيهم أطفالاً صغار ظهروا وهم يجرون خلف المتهم والاشتباك معه والإمساك به، وهو يحمل قنبلة في يده، فكيف لو قام بتفجيرها وسط الموجودين ؟ والبعض ظهر من باب الفضول وأوقف دراجته النارية ليشاهد مايحصل، ظهر من يشيد بحكمة رجال الأمن وعدم اشتباكهم من البداية خوفاً من تهوّر المتهم، ولكن المصيبة برزت في تدخّل المواطنين دون التفكير في العواقب التي قد تحدث.

الحوادث العارضة ستتكرر في حياتنا اليومية، وعلى السلطة المحلية بالمحافظة أن تعد خططاً لتوعية المواطنين بمخاطر الاندفاع اللامسؤول في بعض الحوادث بهدف المساعدة، وعمل دورات في كيفية التعامل في مثل هذه الحوادث، والاستفادة من وسائل التواصل الإجتماعي في التوعية والتحذير لأن صوت صفارة سيارة الشرطة ومنظر الطفل الصغير وهو يلاحق المتهم لدرجة أن صوت أحد الحاضرين يعتقد أنه ولد المتهم، فنحيي الطفل على شجاعته ولكن الحذر واجب .