المهرة.. اتحاد شباب الغد نموذج مضيء في مواجهة موت الضمير
حدث اليوم - تقرير - صهيب ناصر الحميري
في وقت يعاني فيه الوطن من تهميش العقول وتدمير الطاقات وفي ظل غياب رؤية واضحة من المسؤولين ورجال الأعمال الذين أعمى الجشع بصيرتهم، يظهر نموذج استثنائي يضيء العتمة ألا وهو شباب المهرة.
خلال فترة وجيزة التقيت بأبناء المهرة، ورأيت نموذج فريد من التكاتف والعمل المشترك. هؤلاء الشباب الذين يشبهون البنيان المرصوص جسدوا رؤية وطموحات تفوق أعمارهم. من خلال "اتحاد شباب الغد" أطلقوا مبادرات وأعمال استثنائية مدعومة بتأييد مجتمعي كبير، مما يؤكد أن الأمل لا يزال حياً عندما تتاح الفرص لمن يستحقها.
ولكن السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه: لماذا لا نجد مثل هذا النموذج في باقي المحافظات الجنوبية؟ الإجابة تكمن في غياب القيادة الصادقة وانشغال المسؤولين ورجال الأعمال بالركض خلف المال والنفوذ بدلاً من الاستثمار في الكوادر البشرية.
المسؤولون في هذه المحافظات، ومعهم رجال الأعمال، أصبحوا كالأموات وهم على قيد الحياة. لقد قتلهم الجشع، وأسقطهم التمييز المناطقي والعنصري في مستنقع التفكير المحدود. بدلاً من أن يكونوا قادة للتغيير وأدوات لبناء الأجيال
رجال الأعمال الجنوبيين، الذين يُفترض أن يكونوا عصب التنمية، أصبحوا غائبين عن الساحة المجتمعية. لا مشاريع بناءة، ولا استثمارات في الطاقات الشابة ولا أي التزام بالمسؤولية الأخلاقية تجاه وطنٍ يئن تحت وطأة الحاجة. لقد تركوا المجتمع يصارع وحده الفقر والبطالة بينما هم منشغلون ببناء ثرواتهم الخاصة
ولكن رغم هذا الواقع المؤلم يثبت شباب المهرة أن التغيير ممكن يظهرون كالنموذج المشرق الذي يجب أن تحتذي به بقية المحافظات. هم قادة بالفطرة تجاوزوا حدود العمر والمكان ليصنعوا فارق حقيقي في مجتمعهم.
الوطن بحاجة إلى قيادات تمتلك رؤية وشجاعة لتبني الأجيال القادمة لا إلى مسؤولين ورجال أعمال "أموات".