تحية إجلال وكبرياء وشموخ لأولئك المعلمين الصامدين
حدث اليوم - كتب - عبدالله الوليدي
إلى أولئك المعلمين الصامدين المضربين عن عملهم بسبب الجوع والفقر والعوز.. سلاماً من الله عليكم ورحمةً منه وبركاته.
وفقكم الله أولاً وبارك خطاكم، وكذلك وفق الله نقاباتكم التي تقف خلفكم وهي تمر بأحلك الظروف وبمرحلة عصيبة جراء الضغوط التي تحيط بها من كل الجهات التي تتهمها ظلماً وزوراً وبهتاناً بتعطيل العملية التعليمية في المدارس. ومن وراء هذا الاتهام حقيقة مبطنة وهي فتح أبواب المدارس كي يتسنى لهم التهام حقوقكم ومرتباتكم الحقيرة ولا يكتفون بذلك بل يأكلون أموال المنظمات الدولية التي تصل كمساعدات لكم.
إن الغاية التي يريدونها من وراء حرصهم على مستقبل أبنائهم حسب ادعائهم تحقيق مصالحهم وإشباع بطونهم وجيوبهم ورغباتهم ليس إلا…
لا تلتفتوا إليهم ولا تسمعوا لصراخهم ولا يخذلكم شعاراتهم المزيفة التي يرفعونها “الإضراب لا يمثلني” وكأنكم أضربتم لغرض التعطيل والفوضى والأمور كلها طيبة وبسلام.
سؤال يوجه لهم: أين يعيش هؤلاء ولأي مجتمع ينتمون؟!
ألا يدرك هؤلاء الحالة المزرية التي أوصلتكم حكومة الفساد إليها؟ بالطبع لا، كونهم لا يشعرون بما تشعرون به ولا يعانون مما تعانون.
ثقوا أنكم على الطريق الصحيح حين اتخذتم قرار الإضراب لكم سبيلاً لنيل الحقوق والمطالب. فمن يقف ضدكم من المعلمين يقف في الأصل في صف حكومة الفساد التي وصل بها الصلف والجشع إلى حرمانكم مرتباتكم الضئيلة لثلاثة أشهر على التوالي. ولولا إضرابكم المشرف وبتوفيق من الله وفق قادة نقابتكم لإعلانه في شهر نوفمبر السابق لطال انتظاركم لمرتباتكم لستة أشهر وأكثر مثل مرتبات جنودهم وحماة وطنهم.
وبصمودكم وإضرابكم انتصرتم وصرفت مرتباتكم لثلاثة أشهر على التوالي ومرتب شهرين دفعة واحدة.
ولا تنسوا أنكم انتصرتم أيضاً حينما تركتم ابن مبارك يصرخ من الخارج ويتعهد لكم بصرف مرتباتكم قبل مرتبات أعضاء حكومته حسب قوله، والتي لا وجه للمقارنة بينهما أصلاً، فمرتبات حكومته بالدولار والريال السعودي بينما مرتباتكم بالريال اليمني والفارق كبير.
وفي الختام لا يفوتني توجيه رسالة شكر للقيادات النقابية في الميدان التي تعمل طوعاً ليل نهار لأجلكم وبطونهم جوعى مثلكم وجيوبهم فارغة.
ليس بمقدورهم طباعة بيان وتعميمه على مدارسهم، ولكن الثورات والحقوق والمطالب لا تعود لأهلها إلا بمثل هؤلاء القادة عبر التاريخ. فستنتصرون حتماً، فقط أكرر على قياداتكم النقابية الصمود والثبات على مطالبكم القانونية والمشروعة وعدم الخضوع لأي تهديد أو وعيد من أي جهة كانت. وما ضاع حق وراءه مطالب. وتحياتي للجميع.
أ. نقابي / عبدالله الوليدي