الخلاف بين العليمي وبن مبارك.. أزمة تعطل العمل الحكومي وتعمق الانقسام السياسي

حدث اليوم - تقرير - فاطمة اليزيدي
تصاعد الخلافات وانعكاساتها على المشهد السياسي
تتصاعد حدة الخلافات بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، مما ينعكس سلبًا على أداء الحكومة ويزيد من حالة الجمود السياسي التي تعاني منها البلاد. هذه الخلافات، التي باتت أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة، تعطل ملفات حيوية تتطلب تنسيقًا وثيقًا بين أعلى هرم السلطة في اليمن.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن النزاع بين الرجلين يدور حول قضايا جوهرية، أبرزها التعيينات في المناصب الحكومية العليا وإدارة الملفات الاقتصادية الشائكة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تضرب البلاد. ويرى مراقبون أن هذا الصراع يعكس ضعف التوافق داخل السلطة ويؤثر سلبًا على قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات حاسمة وتنفيذ إصلاحات ضرورية في مختلف القطاعات.
إقالة بن مبارك… انعكاس لحجم الأزمة داخل المجلس الرئاسي
أعلن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي توافق أعضاء المجلس على إقالة رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، في خطوة تُظهر مدى عمق الأزمة داخل المجلس الرئاسي. ووفقًا لمصادر سياسية، جاء هذا الإعلان خلال أول اجتماع للعليمي في قصر معاشيق بعد غياب طويل، بينما غاب عنه بن مبارك، ما يعكس مدى تفاقم الخلافات داخل أروقة السلطة.
وتشير مصادر خاصة لصحيفة “عدن24” إلى أن الفساد المالي والإداري ليس محصورًا في شخص بن مبارك، بل هو مشكلة أوسع داخل الحكومة. وتؤكد هذه المصادر أن بعض الأطراف تحاول تصوير إقالته على أنها خطوة لمحاربة الفساد، في حين أن الأمر يتعلق بصراع نفوذ بين مراكز القوى داخل السلطة.
هل سينجح العليمي في إزاحة بن مبارك؟
مع تصاعد التوتر بين العليمي وبن مبارك، خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على وزارة الخارجية، يبدو أن رئيس المجلس الرئاسي يسعى لاستغلال الأزمة لتعزيز نفوذه داخل الحكومة من خلال الدفع بشخصية جديدة إلى رئاسة الوزراء. ومع ذلك، فإن مستقبل بن مبارك لا يزال غير محسوم، رغم تزايد المعارضة ضده داخل الحكومة.
وفي ظل هذه التطورات، تظل الأنظار موجهة نحو كيفية حسم الخلافات داخل السلطة، لا سيما أن أي تغيير في القيادة الحكومية قد يفضي إلى تحولات جديدة في المشهد السياسي وسط أزمة متفاقمة داخل حكومة بن مبارك.
الانقسامات السياسية والآثار المحتملة
يعكس الصراع بين العليمي وبن مبارك عمق الانقسامات داخل المشهد السياسي اليمني، ويؤكد استمرار التوترات بين الشخصيات القيادية في ظل الوضع الراهن. وبحسب مراقبين سياسيين، فإن مستقبل السلطة في اليمن سيظل مضطربًا، مع احتمال بروز شخصيات جديدة على الساحة السياسية.
ويرى محللون أن استمرار هذا الصراع يزيد من مخاطر عدم الاستقرار، حيث قد تتأثر جهود الإصلاح السياسي والاقتصادي جراء تزايد الانقسامات الداخلية. ويؤكدون أن المواجهة بين العليمي وبن مبارك ليست مجرد خلاف شخصي، بل تعكس تباينًا في الرؤى السياسية حول مستقبل اليمن وإدارة شؤونه.
ختامًا
تبقى التطورات المقبلة هي العامل الحاسم في تحديد ملامح المرحلة القادمة، حيث ستحدد نتائج هذا الصراع مدى قدرة الحكومة على تحقيق الاستقرار وتنفيذ الإصلاحات الضرورية. ومع استمرار التوترات، يبقى المشهد السياسي مفتوحًا على سيناريوهات عدة، ما يجعل متابعة هذه الأزمة أمرًا ضروريًا لفهم مستقبل البلاد.