المال قبل الرحمة عجز طبي واستغلال خاص.. "ديازيبام" يكشف ثغرة قاتلة في النظام الصحي

المال قبل الرحمة  عجز طبي واستغلال خاص.. "ديازيبام" يكشف ثغرة قاتلة في النظام الصحي

حدث اليوم - أبين - خاص ▪️ حسين علي زيد المحرمي 

السبت | 18 مايو 2025

تشهد محافظة أبين أزمة إنسانية خانقة تمثلت في انعدام دواء "ديازيبام"، المستخدم في علاج نوبات الصرع والتشنجات الحادة، وسط عجز رسمي وغياب أي تحرك من الجهات الصحية لتوفير هذا النوع الحيوي من العلاج.

وفي حادثة تكشف جانبًا من هذه المأساة، روى أحد أقارب مريضة حامل تعاني من نوبات صرع متكررة، معاناته في البحث عن الدواء منذ ثلاثة أيام، متنقلًا بين صيدليات ومستشفيات مديريتي زنجبار وخنفر دون جدوى.

يقول في تصريح لـ حدث اليوم: "ذهبنا من مستشفى إلى آخر.. ومن صيدلية إلى أخرى، لا أثر للإبرة ولا لمن يسمع نداء الاستغاثة، حتى مع اشتداد الحالة وتكرار نوبات التشنج، لم نجد أمامنا سوى نقلها إلى عدن".

لكن العاصمة عدن لم تكن أكثر حظًا، حيث أشار إلى أنهم لم يجدوا "ديازيبام" في المستشفيات الحكومية، واضطروا للذهاب إلى مستشفى خاص، ليصطدموا بشروط تعجيزية، إذ رفضت إدارة المستشفى تسليم الدواء أو إعطائه للمريضة إلا مقابل ترقيدها في العناية المركزة، وهو ما عجزت الأسرة عن دفع تكاليفه الباهظة.

تتكرر مثل هذه الحوادث في مختلف المحافظات، حيث تعاني كثير من الأسر من غياب الأدوية الأساسية المنقذة للحياة، وسط غياب الدعم الحكومي ومحدودية إمكانيات المستشفيات العامة، مقابل تصاعد استغلال المرضى في بعض المستشفيات الخاصة التي ترى في الألم فرصة ربح لا أكثر.

ويرى مراقبون أن غياب الدواء يمثل جريمة مضاعفة حين يكون الضحية مريضًا عاجزًا عن التعبير، وحين يتحول العلاج إلى "سلعة نخبوية" لا تُمنح إلا لمن يملك ثمنها.