تقرير: فشل لقاء الهضبة الأول تأكيد على نهاية دور عمر بن حبريش كزعيم لقبائل حضرموت وفشل لمشروعه السياسي

حدث اليوم - تقرير - نايف الرصاصي
في الآونة الأخيرة، أصبح عمر بن حبريش محور جدل واسع بعد إعلان قبائل ومشايخ ومقادمة ووجهاء حضرموت مقاطعتهم للقاء الذي دعا إليه السبت الماضي. هذا التطور يُظهر تراجعاً ملحوظاً في تأثيره كقائد قبلي، حيث تمسك هؤلاء بالقرار الذي اتخذوه في منطقة العيون لعزله من رئاسة حلف قبائل حضرموت.
لقد ساهمت تجاوزات بن حبريش لميثاق الحلف، وانتهاجه مشاريع سياسية مناهضة، في سحب الثقة منه. اتهمه الكثيرون بالتفرد بالقرارات التي أثرت سلباً على المصالح العامة والخاصة، مما أدى إلى تقويض الأمن والاستقرار في المحافظة. بدلاً من تعزيز الوحدة القبلية، اتجهت تصرفاته نحو إثارة الفتن، حيث قام بتسليح مجموعة من الشباب ونشرهم في الطرق الرئيسية، مما ساهم في تفشي ظاهرة التقطع والحرابة، التي تعتبر دخيلة على أبناء حضرموت.
يتضح فشل اللقاء الذي دعا له بن حبريش من خلال الحضور الباهت الذي شهده، حيث لم يحضر سوى عدد قليل من الشباب. هذا الأمر يعكس عدم قبول المجتمع القبلي له ويؤكد الإجماع على عزله. التأجيل الذي اضطر إليه لعقد اللقاء مرة أخرى السبت المقبل يدل على عدم قدرته على استعادة المصداقية والشرعية التي فقدها بسبب أعماله الصبيانية.
يمكن القول إن دور عمر بن حبريش كزعيم قبلي قد تراجع بشكل كبير. المقاطعة التي أعلنتها القبائل، وتأكيدها على عدم تمثيله لها، تعكس تحولات عميقة في المشهد القبلي في حضرموت، مما يؤكد الإجماع الشامل لكافة قبائل ومشايخ وأعيان ووجهاء المحافظة واصطفافهم خلف المشروع الوطني الجنوبي.
فيتطلب الوضع الحالي إعادة تقييم القيم والمبادئ التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين القيادات القبلية لضمان تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ويجب عدم ترك الفرصة أمام الهيمنة السياسية التي تحاول فرضها قوى من خارج المحافظة من خلال عمر بن حبريش، الذي أصبح يفتقد إلى الحضور الجماهيري والشعبي بعد عزله عن قيادة الحلف.
الاتهامات التي تحوم حوله بعد اعترافات الخلية الإرهابية التي وقعت في قبضة الأجهزة الأمنية، والتي اعترفت باستلام مبالغ مالية ضخمة من إحدى الدول المجاورة لزعزعة أمن واستقرار حضرموت، تزيد من تعقيد موقفه وتؤكد على ضرورة التغيير في القيادة القبلية.
ختاما إن ما حدث يعد بمثابة إنذار لكل القيادات القبلية بضرورة الالتزام بمصالح المجتمع والعمل على تعزيز الوحدة والتضامن لضمان مستقبل آمن ومستقر لحضرموت في إطار المشروع الوطني الجنوبي.