المهندس عبدالقادر السميطي..شح مياه الآبار في قلب دلتا أبين أزمة تهدد الزراعة والأمن الغذائي

المهندس عبدالقادر السميطي..شح مياه الآبار في قلب دلتا أبين أزمة تهدد الزراعة والأمن الغذائي

حدث اليوم  - عبدالقادر السميطي

 *مقدمة* 

يُعد دلتا أبين من أهم المناطق الزراعية في اليمن، لما يتمتع به من تربة خصبة وسهول واسعة ظلت لسنوات سلة غذاء رئيسية. إلا أن منظومة الري التقليدية المعتمدة على السيول والمياه الجوفية تواجه اليوم تحديات متفاقمة، أبرزها شح مياه الآبار التي يعتمد عليها المزارعون في ري محاصيلهم، خصوصًا في المناطق الوسطى من الدلتا، والتي تمثل القلب النابض للنشاط الزراعي في المحافظة.

واقع شح مياه الآبار

تشير المعاينات الميدانية إلى انخفاض ملحوظ في منسوب المياه الجوفية خلال السنوات الأخيرة، حتى في الآبار التي كانت تُعد ذات تدفق دائم. يعود هذا الانخفاض إلى عدة 

 *أسباب متراكمة* ، أهمها:

تراجع التغذية الطبيعية للمياه الجوفية نتيجة ضعف السيول الموسمية التي كانت تغذي الطبقات المائية.

الاستخدام الجائر والعشوائي للآبار دون رقابة أو تنظيم، مما أدى إلى استنزاف المخزون الجوفي.

الزحف العمراني العشوائي على الأراضي الزراعية ومواقع تسرب المياه.

التغيرات المناخية التي أثرت على نمط الأمطار والسيول بشكل مباشر.

 *الآثار المترتبة* 

إن استمرار شح مياه الآبار في قلب الدلتا ينذر بعواقب خطيرة، أبرزها:

تراجع الإنتاج الزراعي وتقلص المساحات المزروعة، ما ينعكس على الأمن الغذائي.

زيادة كلفة الإنتاج نتيجة اعتماد المزارعين على وسائل ري بديلة مكلفة كالمضخات العاملة بالطاقة.

نزوح المزارعين وتخليهم عن أراضيهم بسبب فقدان الجدوى الاقتصادية.

 *الحلول المقترحة* 

لمعالجة هذه الأزمة، لا بد من تبني حزمة من التدخلات العاجلة والمتوسطة الأجل، منها:

تفعيل الرقابة على حفر الآبار وتنظيم استخدامها.

إعادة تأهيل شبكة السيول لتغذية الخزان الجوفي بفعالية.

تشجيع استخدام تقنيات الري الحديث لتقليل الفاقد المائي.

إنشاء سدود صغيرة وحواجز مائية تساعد في تخزين مياه الأمطار.

وخصوصا في يرامس وكبث وباتيس

 

 *خاتمة* 

إن إنقاذ الزراعة في دلتا أبين يمر عبر إنقاذ مصادر المياه، وعلى رأسها الآبار الجوفية. فالتعامل الجاد مع هذه الأزمة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الدولة، والمجتمع، والمزارعين، من أجل الحفاظ على هذا المورد الحيوي وضمان استدامة الحياة الزراعية في واحدة من أغنى مناطق اليمن بالموارد الطبيعية

م/عبدالقادر خضر السميطي 

دلتا ابين 8/5/25