لحج تغرق في العتمة.. عشرة أيام بلا كهرباء والمواطن يواجه الحر والعطش وحده

لحج – حدث اليوم - خاص ▪️ تقرير
تدخل محافظة لحج يومها العاشر بلا تيار كهربائي، وسط صيف قائظ تجاوزت فيه درجات الحرارة 39 درجة مئوية، في مشهد يختصر حجم الانهيار الخدمي الذي تعانيه المحافظة، في ظل غياب المعالجات وغياب تام لدور السلطة المحلية والمركزية.
الانقطاع المتواصل للكهرباء لم يقتصر على حرمان السكان من التهوية والتبريد، بل تسبب كذلك في توقف ضخ المياه، ما دفع آلاف المواطنين إلى التوافد على خزانات المساجد وآبار المحسنين، وحتى مصانع المياه، لتأمين احتياجاتهم اليومية من الماء، وسط أوضاع معيشية خانقة.
وفي ظل هذه الأزمة، شهدت أسعار "البوز" ارتفاعًا غير مسبوق، لتصل إلى نحو 30 ألف ريال، وهو مبلغ يفوق قدرة كثير من الأسر التي تعاني أصلًا لتأمين قوت يومها. وفي غياب أي حلول رسمية أو تدخل من الجهات المختصة، اضطر الأهالي إلى تحمل تكاليف مضاعفة للحصول على قطرة ماء أو نسمة هواء.
الأضرار لم تقتصر على الجانب الخدمي فقط، إذ أكدت مصادر محلية أن الوضع الصحي لكثير من المرضى وكبار السن والأطفال بدأ يتدهور، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة كضغط الدم والسكري، في ظل عدم توفر أدنى خدمات الرعاية أو الاستجابة الإسعافية.
ورغم مرور عشرة أيام على بدء الأزمة، لا تزال الجهات المعنية تلتزم الصمت، دون أن تصدر أي توضيحات حول موعد عودة التيار الكهربائي، ما يثير المخاوف من أن يمتد الانقطاع لأيام وربما لأسابيع أخرى، في وقت تتزايد فيه معاناة الناس وتنهار قدرتهم على الصمود.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا التدهور يضع البلاد أمام أزمة أكبر، إذ تعكس هذه الانقطاعات المتكررة فشلًا ذريعًا في إدارة الملف الخدمي، سواء على المستوى المحلي أو المركزي، مطالبين بتحرك عاجل وجاد لإيجاد حلول مستدامة تُخرج لحج من دائرة العجز المزمن.
في المحصلة، يعيش أبناء لحج اليوم كارثة خدمية مركّبة، عنوانها الظلام والعطش والخذلان، في ظل حكومة غائبة، ومجلس وزراء لا يرى معاناة الناس إلا من خلف مكاتب مكيفة، بينما يواجه المواطن الجنوبي واقعه المرير بصبرٍ يوشك على النفاد.